للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نموذجية للفلاحين "أننا ركيزة العرش الرئيسية، وسند الجيوش الصادق … إننا مصدر الثراء للآخرين، بينما نظل فقراء" (٣٦).

لقد كان انتخاب مجلس الطبقات هذا، وفي جملته، لحظة نبيلة باعثة على الفخر في تاريخ فرنسا. وكادت فرنسا البوربونية، ولو للحظة، أن تصبح ديموقراطية، على الأرجح بنسبة من السكان تدلي بأصواتها تفوق نسبة من يدلون لأصواتهم في انتخاب أمريكي يجري اليوم. وكان انتخاباً عادلاً، لا يشوبه الخلل الذي قد يتوقع في عملية بهذه الجدة، وواضح أنه كان أقل فساداً من معظم الانتخابات التي أجريت في ديموقراطيات أوربا اللاحقة (٣٧). ولم يحدث قط من قبل، على قدر علمنا، أن أصدرت حكومة من الحومات دعة عريضة كهذه لشعبها لتحيطه علماً بالإجراءات، ولتتعرف إلى شكاوى الشعب ورغباته، وقد أتاحت هذه الكراسات في جملتها للحكومة نظرة للأحوال في فرنسا أشمل من أي نظرة أتيحت لها في أي عهد قبل ذلك. فالآن امتلكت فرنسا، إن كانت قد امتلكت في أي عهد، لمواد المؤهلة لفن الحكم، والآن اختارت خيرة رجالها بمحض حريتها من كل طبقة، ليلتقوا بملك كان قد قام فعلاً بمقدمات شجاعة للتغيير. وملأ الأمل فرنسا كلها حين اتخذ هؤلاء الرجال القادمون من كل فج الدولة سمتهم إلى باريس وفرساي.

[٥ - يدخل ميرابو]

وكان أحدهم نبيلاً انتخبه العامة عن إكس-أن-برفانس ومرسيليا. وقد أصبح هذا الرجل، أنوريه-جابرييل-فكتور ركيتي، كونت ميرابو-الدميم الوجه الساحر الشخصية، والذي تفرد بهذا الشرف الشاذ المزدوج، علماً مسيطراً من أعلام الثورة منذ وصوله إلى باريس "أبريل ١٧٨٩) حتى موته السابق لأوانه (١٧٩١).

ولقد نوهنا من قبل بأبيه-فكتور ركيتي، مركيز ميرابو-فزيوقراطياً و "صديقاً للإنسان"، أي لكل إنسان عدا زوجته وأبنائه، وقد وصف