للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أيدي معلمين خاصين في البيت. وكانت المدارس المتوسطة مفتوحة للجميع، أما الثانوية الخاصة والجامعات فكانت قصراً على الذكور فقط.

وكان من أبرز سمات العصر أن أقدر الماليين في عهد إليزابث أسس في لندن (١٥٧٩) "كلية جريشام" للقانون والطب والهندسة وعلوم البلاغة وغيرها من الدراسات النافعة لطبقة أصحاب الأعمال، وحدد أن تكون المحاضرات بالإنجليزية واللاتينية على حد سواء، طالما أن التجار وغيرهم من المواطنين سيلتحقون بها (٢٠). وأخيراً كان تعليم طبقة ذوي اليسار أو ذوي الألقاب يكمل بالسياحة والرحلات. وقصد الطلبة إلى إيطاليا لاستكمال تدريبهم الطبي والجنسي، وللتعرف على آداب الإيطاليين وفنونهم، وتعلم كثيرون أن يعرجوا على فرنسا في الطريق. ولم تكن اللغة عائقاً آنذاك، لأن كل متعلم في غرب أوربا ووسطها كان يعرف اللاتينية. وعلى الرغم من ذلك فان المسافرين العائدين أتوا معهم إلى الوطن بإثارة من الإيطالية والفرنسية، كما جاءوا بولع شديد بالأخلاقيات الهينة اللينة التي سادت إيطاليا في عصر النهضة.

[٣ - الفضيلة والرذيلة]

إن كل تلميذ ليعرف تنديد روجر أسكام في ١٥٦٣ بالرجل الإنجليزي الذي يتشبه بالإيطاليين، حيث يقول: -

أني لأعتقد أن الذهاب إلى هناك "إلى إيطاليا" .... خطر، أي خطر … لقد جعلت الفضيلة يوماً من هذه البلاد سيدة على العالم. ولكن الرذيلة جعلت منها الآن عبداً لمن كانوا من قبل يلذ لهم أن يخدموها .... إني على العكس من ذلك، أعرف رجالاً غادروا إنجلترا ممن عرفوا فيها بالحياة البريئة والمعرفة الواسعة عادوا من إيطاليا وقد رغبت نفوسهم عن الاستقامة في الحياة وانصرفوا عن العلم، ولم يعودوا إلى ما كانوا عليه قبل سفرهم إلى الخارج. وإذا ذهب بك الظن إلى أننا لا نقرر الحقيقة. فاستمع إلى ما يقوله الإيطاليون … "إن الإنجليزي الذي يتشبه بالإيطاليين ليحمل بين جنبيه شيطاناً متجسداً فيه" .... وكنت أنا نفسي ذات مرة