كان الألمان في سنة ١٨٠٠ شعباً ذا وعي طبقي، قَبِل التقسيم الطبقي كنسق للنظام الاجتماعي والتنظيم الاقتصادي، وقلما يحصل الشخص على لقب من ألقاب النبالة إلا بالميراث (أي يكتسبه عند ميلاده). لقد لاحظت مدام دي ستيل de Stael أنه في ألمانيا يحافظ كل شخص على رتبته (طبقته) ومكانه في المجتمع وكأنما هما (الطبقة والمكانة) أمراً راسخا (غير قابل للتغيير)، وكان هذا الوضع أقل وضوحا على طول الراين وبين خريجي الجامعات، لكن - بشكل عام - كان الألمان أكثر صبرا من الفرنسيين، فلم يصل الألمان إلى وضع الفرنسيين في سنة ١٧٨٩ إلا في سنة ١٨٤٨.
لقد كان تأثير الثورة الفرنسية في الأدب مثيرا، وكان تأثيرها في الصناعة الألمانية سطحيا. لقد كان في ألمانيا موارد طبيعية ثرية، لكن استمرار النظام الإقطاعي وسلطة البارونات الإقطاعيين في الدول الألمانية الوسطى والشرقية أبطأ من نهوض طبقة رجال الأعمال والمستثمرين الصناعيين التي كان يمكن أن تزدهر في ظل الحوافز المتاحة في الاقتصاد الحر وغير الطبقي، مما يتيح للصناعة الاستفادة من الفحم والمعادن المتوفرة بكثرة في الأرض الألمانية. أما التجارة فقد ساعد على ازدهارها مجموعة من الأنهار الرائعة: الراين، والفسر Weser والإلب Elbe والسال Saale والمين Main والسبري Spree والأودر Oder لكن تمزق الكيانات الألمانية (أو بتعبير آخر عدم اتحاد ألمانيا، وبقاؤها في كيانات سياسية منفصلة) جعل الطرق قصيرة قليلة غير معتنى بها، وفرض على المرور بها ضريبة مرور، وقطعها اللصوص وقطاع الطرق. ومما عوق التجارة القيود التي فرضتها الروابط (التكتلات) التجارية والصناعية، والضرائب الباهظة واختلاف المقاييس والمكاييل والموازين والعملة والقوانين من منطقة إلى أخرى.