للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الرابع

[إسبارطة]

الفصل الأول

[البيئة المحيطة ببلاد اليونان]

لننظر إلى خريطة للعالم القديم ونطّلع فيها على جيران بلاد اليونان القديمة، ونعني ببلاد اليونان أو هلاس جميع البلاد التي كان يسكنها في الزمن القديم شعوب تتكلم اللغة اليونانية.

ولنبدأ بالنظر إلى الأصقاع التي دخل منها إلى تلك البلاد كثير من الغزاة - فوق تلال إبيروس وعلى طول وديانها. وما من شك في أن أسلاف اليونان قد أقاموا في تلك الأماكن كثيراً من السنين، لأنهم أنشأوا في ددونا dodona مزاراً لزيوس إله السماء المرعد. ولقد ظل اليونان حتى القرن الخامس يتلقون الوحي في هذا المكان ويقرأون ما تريده الآلهة في غليان المراجل أو حفيف أوراق البلوطة المقدسة (١). ويخترق نهر أكرون الجزء الجنوبي من إبيروس وسط أخاديد بلغت من الظلمة والعمق درجة جعلت شعراء اليونان يصفونها بأنها مدخل الجحيم أو أنها هي الجحيم نفسها. وكان معظم أهل إبيروس في أيام هومر يتكلمون اللغة اليونانية ويتبعون الأساليب اليونانية، ثم طغت عليهم موجات جديدة من الهمج أهل الشمال وحالت بينهم وبين المدينة.