للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٤ - مذهب اليوجا]

القديسون - قدم عهد "اليوجا" - معناها -

مراحل الرياضة الروحية الثماني - غاية "اليوجا" -

معجزات الآخذين "باليوجا" - إخلاص "اليوجا"

في مكان ساكن جميل

ألقى عصاه ليستقر، ولم يكن المكان موغلاً في الارتفاع

ولا مكان موغلاً في الانخفاض؛ وهناك فليسكن؛ متاعه

قماشةٌ وجلد غزال وحشيشة "الكوشا"؛

هناك ركّز فكره تركيزاً في "الواحد"

ممسكاً بزمام قلبه وحواسه، صامتاً، هادئاً،

هناك فليمارس "اليوجا" ليخلص إلى طهارة الروح،

ويضبط جسمه فلا يتحرك

منه عنق ولا رأس؛ ونظرته مستغرقة كلها

في طرف أنفه، محجوباً عن كل ما حوله،

هادئاً في روحه، خالياً من الخوف،

مفكراً في نذر (البراهما كاريا) الذي نذره على نفسه،

مخلصاً، مفكراً "فيّ" تائهاً في تفكيره "عني" (١).

على سُلَّم المستحمين، ترى "القديسين" جالسين هنا وهناك، يحيط بهم هنود ينظرون إليهم نظرة الإجلال، ومسلمون ينظرون في عدم اكتراث، وسائحون يحدقون بالأبصار؛ ويسمى هؤلاء القديسون باليوجيين؛ وهم بمثابة


(١) راجع كتاب "بهاجادفادجيتا" الذي ترجمه إدْوِن آرنلد بعنوان "الأنشودة السماوية" وطبع في لندن سنة ١٩٢٥ م، الكتاب الرابع ص ٣٥؛ وبراهما كاريا هو نذر العفة الذي يتعهد به طالب الزهد؛ والمقصود بكلمتي "فيّّ" و"عن" هو كرِِشْنا.