وقباء من الرصاص … انتظاراً لما سوف يعده له إخوانه الأساقفة من طقوس الفن. ونحن إنما نسجل هذه الأمور ابتهاجاً (١٢) ". وانسحب القتلة إلى قلعة سانت اندروز على الساحل وانتظروا وصول العون من إنجلترا بطريق البحر.
وعاد أران إلى الاضطلاع بعبء الحكم، ولكي يضمن مساعدة الفرنسيين وعد بأن يزوج الملكة الطفلة ماري ستيوارت لولي عهد فرنسا، ولكي يحال بينها وبين الوقوع في أيدي الإنجليز، أرسلت سراً إلى فرنسا (١٣ أغسطس سنة ١٥٤٨). وقضى ارتقاء ماري تيودور العرش في إنجلترا على خطر قيام الإنجليز بغزوات أخرى إلى حين. وكانت الكاثوليكية وقتذاك تسيطر على جانبي الحدود. وتغلب النفوذ الفرنسي إلى أران فحمله على أن يتنازل عن وصية العرش (١٥٥٤) إلى ماري أميرة اللورين، أم الملكة الغائبة، وكانت امرأة على حظ من الذكاء والجلد والشجاعة، لم تذعن إلا لروح العصر الغلابة ووهبت ثقافة النهضة الفرنسية، فقابلت العقائد الدينية المناظرة التي كانت تضطرم بالغضب حولها بابتسامة تنم على التسامح. وأمرت بإطلاق سراح العديد من البروتستانت المسجونين، وسمحت للهراطقة بحرية كبيرة في الوعظ والعبادة، إلى حد أن الكثير من البروتيتانت الإنجليز الذين فروا من ماري تيودور وجدوا ملجأ، وسمح لهم بتكوين جماعات دينية برئاسة ماري أميرة اللورين. كانت أعظم حاكمة رقيقة العاطفة متمدنة عرفتها إسكوتلندة قروناً طوالاً.
[٣ - جون نوكس]
١٥٠٥ - ١٥٥٩
كانت الدعاية للإصلاح الديني قد مضى عليها مائة عام في إسكوتلندة في عام ١٤٣٣ اتهم بول كراور بإدخال عقيدتي ويكليف وهس، وقضت الكنيسة بإدانته وأحرقته الدولة. وفي عام ١٤٩٤ استدعي