واجبك ستستخدم مواهبك وسلطتك لكي يتحقق هدفنا الأبوي أكثر فأكثر. إما إذا تماديت في المقاومة فلك أن تتوقع بالتأكيد أن تجر عليك المقاومة عواقب وخيمة" (٧٨).
ورد كانت رداً ملؤه الاسترضاء. فذكر أن كتاباته لم يوجهها إلا للدارسين واللاهوتيين، الذي ينبغي صيانة حرية تفكيرهم لصالح الحكومة ذاتها. وقال أن كتابه قد سلم بقصور العقل في الحكم على الأسرار النهائية للإيمان الديني. ثم اختتم بتعهد الطاعة: "إنني بوصفي خادم جلالتكم المخلص كل الإخلاص أعلن هنا إعلاناً قاطعاً أنني منذ الآن سأمتنع كلية عن جميع التصريحات العلنية عن الدين، الطبيعي منه والموحي، سواء في المحاضرات أو المؤلفات. "فلما مات الملك (١٧٩٧) أحس كانت أنه في حل من وعده؛ ثم أن فردريك وليم الثالث عزل فولنر (١٧٩٧) وألغى الرقابة، وأبطل المرسوم الديني الصادر في ١٧٨٨. وبعد هذه المعركة أجمل كانت نتائجها في كتيب سماه "صراع الملكات" (١٧٩٨)، كرر فيه دعواه بأن الحرية الأكاديمية لا غنى عنها للنمو الفكري للمجتمع. ونحن إذا نظرنا إلى الأمر في جوهره، تبين لنا أن الأستاذ القصير القامة، القابع في ركن قصي من أركان المعمورة، قد انتصر في معركة ضد دولة تملك أقوى جيش في أوربا. وستنهار الدولة عما قريب، ولكن ما وافى عام ١٨٠٠ حتى كانت كتب كانت أبلغ الكتب تأثيراً في حياة ألمانيا الفكرية.
[٦ - المصلح]
واعتزل إلقاء المحاضرات في ١٧٩٧ (بعد أن بلغ الثالثة والسبعين)، ولكنه واصل نشر المقالات في الموضوعات الحيوية حتى ١٧٩٨. وظل على صلة بالشئون العالمية رغم عزلته. فلما اجتمع مؤتمر بازل عام ١٧٩٥ ليرتب صلحاً بين ألمانيا وأسبانيا وفرنسا، اغتنم كانت الفرصة (كما فعل من قبل الأبيه سان-بيير مع مؤتمر أوترخت في ١٧١٣) لينشر كراسة عنوانها "في السلام الدائم".