الغوغاء أن احتشد خارج السجن يحرضه رئيس شرطة وصائغ وحلاق. وكان هناك حارس مدني كلف برد الغوغاء ولكنه شاركهم حقدهم على الأخوين دي ويت، فلم يبد أي مقاومة حين حطموا أبواب السجن واندفعوا إلى داخله. وقبضوا على جان وكورنيليس، وجروهما إلى الميدان، وضربوهما حتى الموت، وعلقوا جثتميهما على عمود نور ورأساهما منكسان (٢٠ أغسطس ١٦٧٢). وماتت الجمهورية الهولندية بموتها، وعاد بيت أورنج إلى السلطة من جديد.
[٥ - وليم أورنج الثالث]
نشأت ماري ستيوارت ولدها على لون مكتئب من ضبط النفس يترقب في صمت فرصته حتى يأتي التجلد بالنصر، وذلك بعد أن حطم روحها إعدام أبيها تشارلز الأول (١٦٤٩)، وموت زوجها الشاب وليم أورنج الثاني (١٦٥٠)، وإلغاء منصب رئاسة الدولة، وإقصاء بيت أورنج عن الوظائف. هذا الصبي الهزيل الجسد، الذي أحدق به في نموه الأعداء المكلفون بحراسته، والذي ورث رغم ذلك عن وليم أورنج الأول شعاره "سأقاوم"-نقول إنه شب فتى عليلاً يخفي وراء وجهه الجامد ناراً مستعرة من العزيمة والثأر. وإذ كان صارماً، مؤدباً، مجاملاً في برود، فقد زهد في اللهو والمرح، ومارس الرياضات الخلوية علاجاً لصداعه المتكرر ولتعرضه لنوبات الإغماء. لقد كان إناء ضعيفاً لتلك الروح التي ستستولي على عرش إنجلترا وتؤدب ملك فرنسا.
وذهبت أمه إلى إنجلترا في ١٦٦٠ لبتهاجاً يتتويج أخيها، وماتت هناك بالجدري في ليلة عيد الميلاد. وفي ١٦٦٦ أعلنت حكومة إقليم هولندا الأمير ذا الستة عشر عاماً قاصراً تحت وصاية الدولة، واستبدل جان دي ويت بأوصيائه ومعلميه المحبوبين أشخاصاً أكثر استجابة لسياسة المجلس