منيته. ودعا الله أن يغفر له خطاياه ويحفظ البيوريتانيين. وبعد ظهر اليوم التالي فارق الحياة. وكتب السكرتير ثورلو:"لقد صعد إلى السماء مضمخاً بدموع شعبه، على أجنحة صلوات القديسين ودعواتهم (٧٢) " ولما وصلت أنباء موت كرومول إلى أمستردام "أضيئت المدينة أيما إضاءة، وكأنما طلقت من عقالها، ومضى الأطفال في القنوات هاتفين متهللين فرحا لموت الشيطان (٧٣).
[٨ - طريق العودة]
١٦٥٨ - ١٦٦٠
لم يمتلك الشيطان نفس ريتشارد بن كرومول. كما أنه لم يكن لديه من الصلابة والإرادة الحديدية ما يمكن أن يقيد به إنجلترا في الأغلال التي صنعتها القوة والتقوى. وكان ريتشارد يشارك أخته، رقة العقل مما جعلها ينظر أن في فزع خفي إلى سياسة الخدم والحديد التي انتهجها والدهما. لقد جثا ريتشارد من قبل على ركبتيه أمام أبيه، ضارعاً إليه أن يبقى على حياة شارل الأول. وطيلة عهد الجمهورية والحماية، عاش في هدوء وسلام في الريف على الضيعة التي حصل عليها بالزواج ولم يسكن به من طموح في أن يصبح في ٤ سبتمبر ١٦٥٨، بناء على وصية والده، "حامي الحمى" إنجلترا ووصفته لوسي هتشنسون بأنه "وديع مهذب فاضل، ولكنه فلاح بطبيعته، ولم تكن تليق له العظمة (٧٤) ".
وأفلتت الآن، في جرأة أكثر، كل العناصر التي كان أوليفر قد كبح جماحها، عندما أدركت وهن نسيج ريتشارد. من ذلك أن الجيش الذي كره فيه خلفيته المدنية، والذي رغب في أن يحتفظ بالسلطة التي كانت على عهد والده عسكرية بشكل صريح، نقول إن هذا الجيش ألتمس منه أن يتخلى عن إدارة الجيش إلى فليتوود، فأبى، ولكنه هدأ من روع زوج أخته