والمواكب الدينية على موافقة السلطات المدنية، وانتهى الأمر بعدم التصريح إلا بموكب واحد-لعيد القربان المقدس، وأحيط الشعب رسمياً بأنه لا داعي للركوع في الشوارع أمام أي موكب ديني حتى ولو حمل القربان المقدس، ويكفي في هذه المناسبات خلع القبعات. وأخبر أساتذة الجامعات بأنه لا حاجة تدعوهم بعد اليوم إلى أن يقسموا بأنهم يؤمنون بعقيدة حمل العذراء غير المدنس.
ولم يستطع أحد أن يتشكك في إنسانية أهداف يوزف. فالثروة التي أخذها من الأديرة المستغنى عنها خصصها لإعانة المدارس والمستشفيات والمبرات، ولصرف معاشات الرهبان والراهبات الذين أخرجوا من أديرتهم، ولصرف إعانات إضافية لكهنة الأبرشيات الفقراء. وأصدر الإمبراطور سلسلة طويلة من الأوامر للنهوض بالتعليم، فكان على كل الجماعات المحتوية على مائة طفل بلغوا سن الالتحاق بالمدارس أن تمول مدارس أولية لهم. وتقرر أن يكون التعليم الأولي إلزامياً وعاماً. ووفرة الأديرة أو الدولة مدارس للبنات وأعينت الجامعات في فيينا وبراغ ولمبرج وبست ولوفان، أما جامعات انزبروك وبرون وجراتز وفرايبورج فحولت إلى معاهد Lyc (es لتعليم الطب أو القانون أو لفنون العملية. وأنشئت مدارس للطب من بينها "اليوزفينوم" للطب والجراحة العسكريين. وأخذت فيينا تشق طريقها لتصبح من أرقى المراكز الطبية في العالم.
[٦ - الإمبراطور والإمبراطورية]
تضاعفت المصاعب في وجه مشروعات يوزف الثورية بسبب تنوع ملكه. لقد كان يعرف النمسا جيد المعرفة، ولكنه لم يدرك رغم أسفاره الشاقة مبلغ تغلغل السادة المجريين في حياة أمتهم الاقتصادية والسياسية، ولا أدرك كيف تستطيع وطنية الجماهير المجرية أن تتغلب على المصالح الطبقية. ولقد رفض عند تقلده الملك أن يتبع تقليداً جرى عليه السلف فيذهب إلى برسبورج ليتوج ملكاً على المجر، لأنه سيطالب في ذلك الحفل