حياة أدبية هادئة مطمئنة، بل حياة كان فيها المداد دما، والشعر جريا، وإذ شارف نهايته أنذر بلاده بأنها هي ايضا في طريقها إلى الموت:
رأيت أسوار وطني
تتداعى بعد منعتها،
لقد أوهن من قواها اسلوب هذا الجيل الجديد
الذي ابلى كل جليل وأفسده،
مضيت إلى الحقول حيث رأيت
الشمس تلتهم مياه الثلوج الذائبة،
وفوق التلال تنبش الماشية النائحة الأرض،
لقد سلبني شقاؤها ضياء النهار،
ومضيت إلى بيتي فرأيت كيف افسدت
الاشياء القذرة البالية هذا البيت القديم،
لقد تقوس عكازي الذاوي الذي أتوكأ عليه
واحسست أن الشيخوخة انتصرت، رأيت سيفي صدئاً
ولا شيء تقع عليه العين
غلا ذكرني بالنهاية. (٣٩)
[٤ - لوبي دي فيجا]
١٥٦٢ - ١٦٣٥
كثر كتاب المسرحية في ذلك العصر النشيط كثر الشعراء. كان المسرح هنا، شأنه في إنجلترا المعاصرة، بدعة مرتجلة إلى ذلك الحين، فالممثلون الجوابون يسرحون بفنهم على المدن مفلسين، ومحكمة التفتيش تصدر حظرا على جميع التمثيليات (١٥٢٠) في كفاحها للهيمنة على جلافة تمثيلياتهم الفكاهية فلما أصبحت مدريد مقرا للملك (١٥١٦)، استأذنت فرقتان تمثيليان الملك في الاستقرار فيها، فأذن، ورفع الحظر الكنسي (١٥٧٢)، وبنى مسرحان، تياترو دلاكروز (مسرح الصليب) وتياترو دلبرنسيبي (مسرح الملك) -