رفضا أن يقابلاه هو أو رسوله ودخلت السفينة بنتا باولوس بعد يوم من وصول السفينة نينيا وفر بنزون يغمره الفزع ويجلله العار الذي جلبه على وطنه ولازم فراشه حتى مات.
[٣ - مياه المرارة]
ورحب الملك والملكة بكولومبس في برشلونة وعاش في البلاط ستة شهور وانعم عليه بلقب "أمير البحر الأوقيانوس ويقصد به الأطلنطي غرب شواطئ الأزور". ونصب حاكما على العالم الجديد أو كما وصف نفسه "نائب الملك وحاكم عام الجزر وأراضي آسيا والهند". وعندما شاع أن جون الثاني يجهز أسطولا لعبور الأطلنطي استغاث فرديناند بالبابا ألكسندر السادس. وطلب منه أن يحدد حقوق أسبانيا في "البحر الأوقيانوس"فعين البابا الأسباني، في سلسلة من المنشورات (١٤٩٣) لأسبانيا ملكية كل الأراضي التي لا تدين بالمسيحية في الغرب، وللبرتغال كل الأراضي في الشرق ويفصل بينهما خط وهمي مرسوم بحيث يمر من الشمال إلى الجنوب على بعد ٢٧٠ ميلا غرب الأزور وجز الرأس الخضراء ولكن البرتغاليين رفضوا قبول هذا الخط الفاصل وأوشكت الحرب أن تنشب بين الحكومتين المتنافستين لولا أنهما وافقتا في معاهدة تورديسيلاس (٧ يونية سنة ١٤٩٤) على أن يمر ذلك الخط موازيا لخط الزوال الطولي على بعد ٢٥٠ فرسخا غرب جزر الرأس الخضراء بالنسبة للاكتشافات التي تمت قبل ذلك التاريخ، ولكن على بعد ٣٧٠ فرسخا غربا بالنسبة للاكتشافات التي تتم بعد ذلك. (يقع الطرف الشرقي للبرازيل شرق هذا الخط الثاني) وقد أطلقت منشورات بييترو مارتيري وانجييرا رأى كولمبس بأنه قد وصل إلى آسيا واستمر هذا الوهم حتى طاف ماجلان حول الكرة الأرضية.