في الخامسة والثلاثين (١٧٩٣). وقد كفر عن حياته بثلاثة دواوين تضطرم بنار بايرونية. ثم هناك شاعرة متواضعة هي آنا ماريا لنجرين، زوجة مساعد كليجرين في تحرير مجلة بريد ستوكهولم. فقد أسهمت فيها بشعر أكسبها ثناءً خاصاً من الأكاديمية الملكية السويدية. ولكنها لم تسمح لبرة شعرها أن تعوقها عن أداء واجباتها المنزلية؛ وفي قصيدة موجهة إلى ابنة وهمية نصحتها بأن تتجنب السياسة والمجتمع وتقنع بواجبات البيت ومباهج الحياة البيتية.
ونسأل الآن، هل قامت في الفن السويدي أي حركة تتجاوب مع الأدب والدراما؟ … قليلاً ما … ومن أمثلتها أن كارل جوستاف التسيني زخرف بالروكوك (حوالي ١٧٥٠) القصر الملكي الذي بناه أبوه نيقوديموس تسودين في ١٦٩٣٠٩٧، وجمع مجموعة وافرة من الصور والتماثيل هي الآن جزء من متحف ستوكهولم القومي. وحفر يوهان طوبياس زرجيل بالأسلوب الكلاسيكي تمثالاً لفينوس وآخر لفون سكران (وهو إله الحقول والقطعان)، وخلد في الرخام ملامح يوهان باش الغليظة. وكان هناك أربعة مصورين في أسرة باش: لورنتس الأكبر، وأخوه يوهان، وأخته أولريكا، ولورنتس الأصغر، وصور كل منهم الملكية والنبالة، وكانوا جانباً متواضعاً في التنوير الرائع الذي ازدان به هذا الحكم.
[٥ - الاغتيال]
كان الملك ذاته هو الذي ختم هذا الازدهار الرائع ختاماً حزيناً. ذلك أن الثورة الأمريكية التي عضدتها فرنسا أعظم تعضيد بدت له خطراً يتهدد كل الملكيات، فوصف المستعمرين بأنهم "رعايا متمردون" وأقسم أنه لم يعترف بهم أمة حتى يحلهم ملك إنجلترة من يمين الولاء له (٥٥). وراح في العقد الأخير من عمره يحكم زمام السلطة الملكية أكثر فأكثر، ويحيطها بالاحتفالات والمراسم، ويقصي معاونيه الأكفاء ذوي العقول المستقلة ليحل محلهم خداماً له يمتثلون لرغباته دون تردد أو معارضة. وبدأ يقيد الحرية التي منحها للمطبوعات. وحين وجد زوجته امرأة غبية خاملة انغمس في