وفي ٦ أكتوبر أوقفت الحكومة الفرنسية دفع التزاماتها. وفي ٥ نوفمبر صهر لويس الخامس عشر أطباقه الفضية ليكون الأسوة الحسنة لشعبه، ولكن حين اقترح سلوويت أن يستغني الملك عن المبالغ التي تخصص عادة لقماره وألعابه، وافق لويس ولكن في ألم واضح جداً، مما حمل شوازيل على الاعتراض على الفكرة. وفي ٢١ نوفمبر أقيل سيلوويت.
وأحس الملك كما أحس الفرنسيون جميعاً أنه شبع حرباً، وكان على استعداد للاستماع إلى مقترحات الصلح. وكان فولتير قد جس نبض فردريك في أمر الصلح في يونيو، فأجاب فردريك (٢ يوليو): "أني أحب الصلح بقدر ما تتمنى، ولكن أريده حسناً، متيناً شريفاً" وفي ٢٢ سبتمبر أضاف في رسالة أخرى لفولتير هناك شرطان للصلح لن أحيد عنهما أبداً: أولاً: أن يبرم مشاركة مع حلفائي الأوفياء … ثانياً: أن يكون صلحاً شريفاً مجيداً (٥٦). ونقل فولتير هذه الردود الأبية (التي كتب أحدها بعد هزيمة كونزردورف الساحقة) إلى شوازيل الذي لم يجد فيها ما يعين على المفاوضة. ثم هناك الحليف الوفي بت، المشهور بالتهام المستعمرات الفرنسية فكيف يبرم الصلح قبل أن يبني الإمبراطورية البريطانية؟
[٥ - بناء الإمبراطورية البريطانية]
إن أهم طور من أطوار حرب السنين السبع لم يقاتل فيه الخصوم في أوربا، ففي أوربا لم يحدث غير تغييرات صغيرة في خريطة القوة. ولكنهم اقتتلوا على الأطلنطي، وفي أمريكا الشمالية، وفي الهند. في تلك المناطق كانت نتائج الحرب هائلة طويلة البقاء.
كانت أول خطوة تكوين الإمبراطورية البريطانية قد اتخذت في القرن السابع عشر، وذلك بانتقال التفوق البحري من أيدي الهولنديين إلى أيدي الإنجليز. أما الثانية فحددتها معاهدة أوترخت (١٧١٣) التي منحت إنجلترا احتكار توريد العبيد الأفارقة للمستعمرات الأسبانية والإنجليزية