ورث بيرو بن كوزيمو وهو في سن الخمسين ثروة أبيه، وسلطانه، وداء مفاصله. وقد حل به هذا المرض مرض ذوي اليسار منذ أيام صباه، ولهذا كان معاصروه يميزونه من غيره ممن يشبهونه في اسمه بأن يلقبوه إلجيتوسو It Gottoso. وكان رجلاً على درجة لا بأس بها من الكفاية، رضى الأخلاق، أحسن القيام بعدة مهام دبلوماسية عهد بها إليه والده. وكان مكرماً لأصدقاءه، مناصراً للآداب، والدين، والفن، ولكنه كان يعوزه ذكاء كوزيمو، وظرفه، وبشاشته، وكياسته. وكان كوزيمو قد ضمن لنفسه العون السياسي بأن أقرض ذوي النفوذ من مواطنيه مبالغ طائلة، ولكن بيرو لم يكد يخلف أباه حتى طالب فجأة بهذه القروض، فما كان من بعض المدنيين الذين كانوا يخشون الإفلاس إلا أن نادوا بالثورة «باسم الحرية التي اتخذوها شعاراً لها» كما يقول مكيفلي Machiavelli« وستاراً يخفون بها غرضهم»(١). واستطاعوا أن يسيطروا على الحكومة وقتاً ما، ولكن حزب آل ميديتشي أستردها منهم، وظل بيرو يحكم المدينة حكماً مضطرباً حتى توفي في عام ١٤٦٩.