لقد كان يفصلها عن بولندة من البون الشاسع سواء في المسافة أو التعليم ما لا يتيح لها الشعور بوطيس الغضب والكبرياء البولندين. فلما ألفت جماعة من نبلاء البروتستنت اتحاداً في ثورن، وألف حزب من المتشبعين لآل تشارتوريسكي اتحاداً في رادوم، أمرت كاترين ربنن بأن يعرض عليهما حماية روسيا. وتحت ستار هذه الحجة جلب ثمانين ألف مقاتل روسي إلى تخوم بولندة، وبعضهم إلى وارسو ذاتها.
وعاد الديت إلى الاجتماع في أكتوبر ١٧٦٧. وحض الاسقفان الوسكي وسولتيك النواب على الوقوف بحزم أمام أي تغيير في الدستور. وهنا قبض ربنن على الأسقفين واثنين من العلمانيين بتهمة إهانة الإمبراطورة متخطياً بونياتوفسكي، ونقلهم إلى كالوجا على تسعين ميلاً جنوب غربي موسكو. فاحتج الديت، وأعلن ربنن أنه إذا لقي المزيد من المعارضة فإنه لن يكتفي بترحيل أربعة أقطاب فقط بل أربعين. وفي ٢٤ فبراير ١٧٦٨ استسلم الديت لتهديدات الحرب وأبرم مع روسيا معاهدة قبل بها كل مطالب كاترين. فمنح المنشقون الحرية الكاملة للعبادة الدينية، وحقهم في أن يختاروا لعضوية الديت وللوظائف العامة، وتقرر أن تنظر الدعاوي القضائية بين الكاثوليك والمنشقين أمام محاكم مختلطة. وسر الديت وكاترين وفردريك بتثبيت المعاهدة لحق النقض المطلق، مع بعض استثناءات للتشريع الاقتصادي. وقبل الديت كاترين حامية لهذا الدستور الجديد، ولقاء هذا ضمنت كاترين الوحدة الإقليمية لبولندة ما استمر هذا الاتفاق. واغتبطت لأنها لم تكتف بمنح بولندة نصيباً من الحرية الدينية أكبر حتى مما تمتعت به إنجلترة، بل أنها أحبطت خطة فردريك لتقسيم بولندة. وتلقى بونياتوفسكي تهاني جماعة الفلاسفة وازدراء شعبه.
[٤ - التقسيم الأول]
اتفق الوطنيون والقساوسة البولنديون ١٧٦٨ - ٧٢ مع فردريك على عدم قبول الموقف. وأدان الأكليروس الكاثوليكي الروماني بقوة تسليم استقلال بولندة الذاتي لامرأة ملحدة روسية. واستنفر البولنديين رجلان،