١٧٩٣ باعتباره جيرونديا Girondin وقضى في السجن تسعة أشهر، فلما أطلق سراحه أبحر إلى أمريكا ورحب به جورج واشنطن، لكن الرئيس آدمز (١٧٩٨) اتهمه بأنه جاسوس فرنسي فكرّ عائداً إلى فرنسا. وعمل كسيناتور في ظل حكم نابليون وعارض الانتقال من "القنصلية Consulate" إلى الإمبراطورية وعكف على الدراسة منعزلا حتى عهد لويس الثامن عشر الذي جعله شريفا (نبيلا) في سنة ١٨١٤ ومات في سنة ١٨٢٠، وقد شارك في تنحية البوربون عن العرش كما شارك في إعادتهم للعرش.
[٧ - الكتب والمؤلفون]
رغم المقصلة ظل الناشرون ينشرون، وظل الشعراء يقرضون، وظل الخطباء يخطبون وظل المسرحيون يستوحون التاريخ والعشق، وراجع المؤرخون أحداث الماضي، وهذب الفلاسفة الحاضر، ونافست امرأتان الرجال في مجال التأليف من حيث عمق المشاعر والشجاعة السياسية وعمق الفكرة. وإحدى هاتين المرأتين هي مدام رولان Roland التي سجنت وجزت المقصلة رقبتها.
واستمرت أسرة ديدو Didot أكثر الأسر شهرة في مجال النشر، في تحسين صب الحروف وإتقان تجليد الكتب وكان فرنسوا ديدو قد أسس الشركة - للطباعة وبيع الكتب - في باريس في سنة ١٧١٣ وأجرى ابناه فرنسوا أمبروز Ambroise وبيير فرنسوا تجارب في مجال فن الطباعة، وأصدرا مجموعة من الأعمال الكلاسيكية الفرنسية برعاية لويس السادس عشر. ونشر بيير - ابن فرنسوا - أمبروز طبعات فرجيل (١٧٩٨) وهوراس (١٧٩٩) وراسين (١٨٠١)، وكانت هذه الطبعات فاتنة ولائقة حتى إن الأثرياء كان يمكنهم شراءها للاستمتاع باقتنائها من قراءاتها.
وحقق فيرمين ديدو Firmin (١٧٦٤ - ١٨٣٦) شهرة بابتداعه حروفا طباعية جديدة، كما حاز قصب السبق في اختراع الاستريوتيب stereotyping (الصفحة الطباعية التي تصنع بصب المعدن في قالب من الجص أو الورق المعجن مأخوذ عن حروف منضدة) وقد نشرت شركة فيرمين ديدو في سنة ١٨٨٤ الطبعة الفاخرة لكتاب بول لاكروا Paul Lacroix بعنوان "حكومة