اسمه لامعا في سنة ١٧٧٠ بإصداره كتابا عن التاريخ الفلسفي Histoire philsophique … des deux Indes - نور الحركة التنويرية يخبو بسبب إسفاف الجماهير (العوام)، أرسل إلى الجمعية التأسيسية خطابا في ٣١ مايو سنة ١٧٩١، يعترض فيه ويتنبأ:"لقد كانت لدي الجسارة مدة طويلة لأذكر الملوك بواجباتهم، فدعوني اليوم أن أقول للشعب أخطاءه". لقد حذر هذا الأب الراهب من أن طغيان العامة يمكن أن يكون ظالما وطاغيا كالحكم المطلق للملوك. لقد دافع عن حق الإكليروس في الدعوة للدين، ما دام المناوئون للدين أو رجاله يتمتعون بحرية الكلام. وأدان كذلك التمويل المالي الحكومي لأي دين (كانت الدولة في ذلك الوقت تدفع رواتب القسس) كما أدان هجوم الغوغاء المعادين للدين على رجال الدين. وحث روبيسبير أعضاء الجمعية الغاضبين على التسامح مع هذا الفيلسوف (المثقف) الهرم البالغ من العمر ثماني وسبعين سنة، وبذا نجا من القبض عليه، ومع هذا فقد صودرت ممتلكاته ومات فقيرا محبطا في سنة ١٧٩٦.
وعاش كونستانتين شاسبيف دي فولني Constantin Chassebeuf de Volney في معمعة أحداث الثورة وعرف الشخصيات البارزة كلها في باريس من دهولباخ إلى نابليون. وبعد أعوام من الترحال في مصر والشام تم انتخابه لمجلس طبقات الأمة كما كان عضوا في الجمعية التأسيسية (الوطنية قبل ذلك) حتى حلها سنة ١٧٩١. وفي هذا العام نشر الأصداء الفلسفية لرحلاته وجولاته في كتابه:
Les Ruines، ou Meditations sur les revolutions des empires .
ما سبب انهيار هذه الحضارات القديمة الكثيرة؟ وقد أجاب فولني على هذا السؤال بقوله إنها انهارت بسبب الجهل المبثوث في شعوب هذه الحضارات بفعل الأديان الغيبية التي تدعمها حكومات استبدادية، وبسبب صعوبة نقل المعرفة من جيل إلى جيل. والآن وقد فقدت هذه العقائد الخرافية أساسها، ويسرت الطباعة حفظ المعرفة وانتقال العناصر الحضارية، فإن على البشر أن يأملوا في بناء ثقافات (حضارات) دائمة قائمة على نظم أخلاقية تفضي إلى امتداد سيطرة الإنسان على نزعاته غير الاجتماعية وتساعده على التعاون والوحدة خاصة وأن المعرفة قادرة الآن على التطور والانتشار وقد قبض عليه في سنة