عليه لقب اللورد بكنزفيلد الذي شرفه دزرايلي فيما بعد، فرفض بيرك، ولكنه قبل معاشاً قدره ٢. ٥٠٠ جنيه (١٧٩٤). فلما بدأ الحديث يتردد عن إجراء مفاوضات مع فرنسا، أصدر "أربع رسائل عن سلام مع قتلة الملوك"(١٧٩٧ وما بعدها)، طالب فيها بحرارة أن تستمر الحرب. ولم يطفئ لهيب ناره غير الموت (٨ يوليو ١٧٩٧). واقترح فوكس أن يدفن في كنيسة وستمنستر، ولكن بيرك كان قد ترك تعليمات بأن يشيع في جنازة غير رسمية ويدفن في كنيسة بكنزفيلد الصغيرة. وقد ذهب ماكولي إلى أنه أعظم إنجليزي منذ ملتن-وهو رأي ربما تجاهل شاتام؛ أما اللورد مورلي فقد وصفه في حذر أكثر، بأنه "أعظم أساتذة الحكمة المهذبة في لغتنا"، (١٥٧) وهو رأي لعل تجاهل لوك. على أية حال كان بيرك تجسيداً لما تاق إليه المحافظون عبثاً طوال عصر العقل-رجلاً استطاع الدفاع عن العرف بالبراعة التي دافع بها فولتير من قبل عن العقل.
[٨ - الأبطال يتقاعدون]
حين تقدمت الثورة الفرنسية وجد تشارلز جيمس فوكس نفسه واحداً من أقلية متضائلة في البرلمان وفي الوطن. وانحاز كثيرون من حلفائه إلى الرأي القائل بوجوب انضمام إنجلترا إلى بروسيا والنمسا في مقاتلة فرنسا. وبعد إعدام لويس السادس عشر وجد فوكس نفسه وقد انقلب على الثورة ولكنه ظل على معارضته الدخول في الحرب. فلما اندلعت الحرب رغم ذلك عزى نفسه بالشراب، وقراءة الآداب القديمة، وبالزواج (١٧٩٥) من السيدة اليزابث أرمستد، خليلته السابقة (وخليلة اللورد كافندش، واللورد داربي، واللورد كولموندلي)، التي أدت عنه ديونه (١٥٨). وقد رحب بصلح أميان (١٨٠٢)، وقام برحلة في فرنسا، فاستقبل هناك بأسباب التكريم الحكومية والشعبية، واستقبله نابليون مواطناً للحضارة. وفي ١٨٠٦ تقلد وزارة الخارجية في "وزارة جميع المواهب"، وقد جاهد ليحتفظ بالسلام مع فرنسا، وأيد تأييداً قاطعاً حملة وليرفورس على تجارة الرقيق. وحين تناهى إليه نبأ مؤامرة دبرت لاغتيال نابليون أرسل إلى