لقد قامت هذه المقدمة (التي كتبها وردزورث) بدور في التاريخ لأنها ساعدت في وضع نهاية للذوق اللغوي الذي كان سائدا غالبا في الشعر والخطابة لدى الإنجليز في العهد الأوغسطي Augustan Age كما ساعد على وضع نهاية للظلم الطبقي والمرجعيات الكلاسيكية في ذلك العصر. لقد أعلنت هذه المقدمة حرية المشاعر (حق الجميع في الشعور)، وكانت عاملا آخر من عوامل الترحيب بالقصص الرومانسي - وإن صاغها وردزورث بأسلوب أبعد ما يكون عن الرومانسية. لقد كان وردزورث نفسه ذا مزاج وصفات كلاسيكية فكرا وحكما لقد تفاعلت ذكرياته معه بهدوء، بينما كان كولردج رجل عواطف وأحاسيس وخيال. لقد كان التعاون بين الرجلين تعاونا مثمرا ومفيدا. إنها مشاركة ممتازة.
٨ - الباحثان المتجولان: ١٧٩٨ - ١٧٩٩
لم ينتظر الشاعران (وردزورث وكولردج) ليريا ديوانهما منشورا وأبحرا ومعهما دوروثي في ١٥ سبتمبر سنة ١٧٩٨ من يارموث Yarmouth إلى هامبورج، وكان أحد أسباب قرارهما منحة إضافية تلقاها كولردج من جوزياه ودجوود Josiah Wedgwood وقرضا تلقاه وردزورث من أخيه رتشارد. وفي هامبورج، افترقا بعد أن قاما بزيارة غير ملهمة للشاعر العجوز كلوبشتوك Klopstock.
وذهب كولردج للدراسة في جامعة جوتنجن Gottingen أما وردزورث ودوروثي فاستقلتهما مركبة عمومية إلى جوسلار Goslar المدينة الإمبراطورية الحرة عند السفوح الشمالية لجبال هارتس Harz، وهناك مكثا أربعة أشهر، ولم يكن ذلك في خطتهما وإنما بسبب البرد الشديد. وفي هذه الفترة راحا يتسكعان في الشوارع ويتدفآن أمام الموقد المدفأة ويكتبان الشعر أو ينسخانه. وليدفئ نفسه بالذكريات ألف وردزورث الكتاب الأول من مقدمته (The Prelude) وهو ملحمة سيرته الذاتية. وفجأة تحققا من أنها يحبان إنجلترا كثيرا فانطلقا سيرا على الأقدام في ٢٣ فبراير سنة ١٧٩٩ وكان البرد قارسا ليودعا كولردج في جوتنجن، ثم أسرعا عائدين عبر بحر الشمال القارس إلى يارموث Yarmouth ومنها إلى سوكبيرن Sockburn حيث كانت ماري هتشنسون Mary Hutchinson تنتظر بصبر قدوم وليم (وردزورث) ليتزوجها.