ودفعت الجائزة كاملة لأبوي جيرار، وابتهج كاثوليك الأراضي الوطيئة، قائلين إن الجريمة انتقام إلهي لانتهاك حرمة الكنائس وقتل القساوسة. وأرسلوا رأس القاتل إلى كولون باعتباره من المخلفات الثمينة، ولمدة نصف قرن بذلوا أقصى الجهد لإعلانه قديساً (٤٩).
[٦ - النصر]
١٥٨٤ - ١٦٤٨
وهنت بموت وليم روح من بقي من أتباعه في الفلاندرز وبرابانت. واستولى بارما على بروجز وغنت وبروكسل وملكين وأنتورب، ولم ينته ١٥٨٥ حتى وقعت الأراضي الوطيئة جنوب نهر ماس-فيما عدا أوستند وسليز-في يد الأسبان، على أن "المتسولين" ظلوا يسيطرون على الثغور والبحر.
وكم أهابت المقاطعات الشمالية بالملكة إليزابث لنجدتهم. واستجابت الآن للنداء. فقد أدركت أن ثورة الأراضي الوطيئة منعت أسبانيا من إعلان الحرب على إنجلترا، وما كان في مقدورها أن توقف هذه الفرصة التي هيأتها العناية الإلهية-منع أسبانيا من إعلان الحرب-هذا بالإضافة إلى أن الهولنديين سيطروا على سوق الصدف الإنجليزي. وفي ديسمبر ١٥٨٥ أرسلت إلى هولندا قوة كبيرة بقيادة ليستروسير فيليب سدني. وأخذ ليستر لنفسه، باعتباره حاكماً عاماً للمقاطعات الثائرة، كل سلطة الملك تقريباً. ومذ رأى أن المقاطعات الجنوبية تستورد كل الحاجيات الضرورية للحياة من المقاطعات الشمالية فأنه حرم كل اتجار مع الممتلكات الأسبانية، ولكن التجار الهولنديين كانوا يعيشون على هذه التجارة، وصدروا بضائعهم إلى أسبانيا أثناء حربهم معها. ومن ثم رفضوا الخضوع لما نهى عنه ليستر، الذي حلت به الهزيمة في زوتفن (٢٢ سبتمبر ١٥٨٦) فغادر هولندا مشمئزاً، شاعراً بالخزي والعار. وسادت الفوضى في الشمال لمدة عام كامل. وأنقذت