للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان على الصناعة الألمانية أن تواجه حتى سنة ١٨٠٧ منافسة البضائع الإنجليزية التي أنتجتها أحدث الآلات. لقد نعمت إنجلترا بجيل الريادة في الثورة الصناعية ومنعت تصدير تكنولوجيتها الجديدة كما منعت فنييها المهرة من العمل في الدول الأخرى. لقد عمل إله الحرب ذو الوجهين على ازدهار الصناعات لإطعام الناس وكسوتهم وقتلهم، فانتعش الاقتصاد الوطني، وبعد سنة ١٨٠٦ أدى الحصار القاري الذي فرضه نابليون إلى منع البضائع البريطانية من دخول القارة على نحو قل أم كثر، مما ساعد الصناعات داخل القارة على النمو (لمواجهة نقص البضائع الواردة). لقد تطورت صناعة استخراج المعادن وتصنيعها في غرب ألمانيا خاصة في دوسلدورف Dusseldorf وإسن Essen وما حولهما. ففي سنة ١٨١٠ بدأ فريدريش كروب Friedrich Krupp (١٧٨٧ - ١٨٢٦) في إسن Essen مجمع صناعات معدنية ظلت تسلح ألمانيا لقرن.

ورغم هذا الجهد الذي كان يبذله رجال الصناعة فقد كان النبلاء والملك ينظرون إليهم نظرة دونية باعتبارهم مستغلين طلاب ربح، ولم يكن مسموحا لتاجر أو مستثمر صناعي أن يتزوج من طبقة النبلاء أو أن يشتري أرضا يمكنه أن يفرض عليها رسوما إقطاعية. وكان مسموحا للماليين - من الهوجونوت Huguenot (طائفة من البروتستنت) أو اليهود أو غيرهم - أن يقرضوا النبلاء والملوك، لكن عندما اقترحوا في سنة ١٨١٠ أن تحذو بروسيا حذو إنجلترا وفرنسا بتأسيس بنك وطني يصدر سندات مالية بفوائد منخفضة، وبذا يساعد الدين العام في تمويل الدولة، كان من رأي الملك والنبلاء أن مثل هذا الإجراء سيجعل المملكة تحت رحمة رجال البنوك (الماليين). ورفضت بروسيا أن يتحكم في الأمة مديرو العاصمة، وإنما كانت أكثر ميلا إلى أن يقودها العسكريون والأرستقراطية (اليونكر Junker) .

[٢ - المؤمنون بالمسيحية (والمتشككون فيها)]

BELIEVERS AND DOUBTERS

مازال الألمان في فترتنا هذه منقسمين دينيا كما كان عليه الحال خلال حرب الثلاثين عاما. وبطرق كثيرة كانت حروب فريدريك الكبير مع النمسا وفرنسا استجابة لهذه المأساة التي طال أمدها. وإذا كان فريدريك قد خسر، فإن البروتستنتية قد تختفي من بروسيا كما