للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثاني والعشرون

[العلم في عصر جاليليو]

١٥٥٨ - ١٦٤٨

١ - الخرافة (١)

وقد تولد الديانات، وقد تفنى، ولكن الخرافة باقية أبد الدهر. وسعداء الحظ هم الذين يحتملون بدون أساطير، والكثير منها يعاني في جسمه وفي أعماق نفسه. وأفضل عقار مسكن في "الطبيعة" جرعة مما هو فوق الطبيعة. وحتى كبلر ونيوتن مزجا علمها بالأساطير. وآمن كبلر بالسحر. وكتب نيوتن في العلم أقل مما كتب عن "سفر الرؤيا".

وكانت الخرافات الشعبية أكثر مما يحصيه العد. فآذاننا تلتهب عندما يتحدث عنا الآخرون. ولا تكون الزيجات التي تتم في شهر مايو سعيدة. وتشفى الجراح إذا مسح السلاح الذي أحدثها بالزيت المقدس. وتستأنف الجثة نزف الدم في حضور القاتل. وإن الجنيات والجن الصغير المؤذي والغيلان والأرواح الشريرة والشياطين لتحوم في كل وكان. وثمة طلاسم معينة (مثل تلك التي وجدت عند كاترين دي مديتشي بعد وفاتها) تضمن الحظ السعيد، وتمائم وتعويذ تقي من التجاعيد ومن العنة ومن الشر الحاسد ومن الطاعون. ويمكن أن تبرئ لمسة من الملك المصاب بسل الغدد اللمفاوية في العنق. وللأرقام وللمعادن والنباتات والحيوانات خصائص وقوى سحرية.


(١) يمكن الرجوع إلى الفصل السابع (الجزء ٢٨) الذي يعالج الخرافة والعلم والفلسفة في إنجلترا في تلك الحقبة.