شعرت هذه الأرض المباركة بنبض الثورة الفرنسية بكل مودة الجار. لقد رحب الليبراليون السويسريون بالثورة الفرنسية كدعوة للحرية، وأعلن جوهان (يوهان) فون ميلر Johannes von Muller (١٧٥٢ - ١٨٠٩) أشهر المؤرخين المعاصرين في ١٤ يوليو ١٧٨٩ أن يوم قيام الثورة الفرنسية هو أفضل يوم في تاريخ أوربا منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية، وعندما تولى اليعاقبة Jacobins زمام الأمر، كتب لأحد أصدقائه:
"الذي لا شك فيه أنك تشاركني أسفي أنه في الجمعية الوطنية (الفرنسية) نجد الفصاحة والبلاغة تطغى على الفهم الصحيح، وربما تفهم أنه نظراً لرغبتهم في أن يكونوا أحرارا إلى أقصى درجة فلن يكونوا أحرارا أبداً. ومع هذا لابد أن تتمخض الأيام عن شيء لأن هذه الأفكار تسكن في كل قلب".
فريدريك - سيزار دي لاهارب Frederic-Cesar de La Harpe - الذي كان قد عاد في سنة ١٧٩٦ إلى موطنه سويسرا - بعد أن أشرب عقل زارفتش إسكندر Czarevich Alexander بالليبرالية - انضم مع بيتر (بطرس) أوكس Peter Ochs وغيره من الثوار السويسريين ليكونوا النادي السويسري (Helvetic) الذي عمل على الإطاحة بحكم الأوليجاركيات Oligarchies (الأوليجاركية نظام يقوم على حكم الأقلية) التي تحكم الكانتونات cantons (الولايات) السويسرية.
وعندما كان نابليون يمر عبر سويسرا بعد غزوته الأولى لإيطاليا، لاحظ هذه الومضات فلفت نظر حكومة الإدارة في فرنسا أنها ستجد أعوانا كثيرين إذا اختارت مواجهة النشاطات المعادية للثورة الفرنسية التي يقوم بها المهاجرون الفرنسيون emigres الذين تركوا فرنسا إثر أحداث الثورة فيها، والذين - أي هؤلاء المهاجرون - يجدون ملجأ عند الأرستقراطية السويسرية التي لهم العون. وأدركت حكومة الإدارة في فرنسا القيمة الإستراتيجية لسويسرا في الصراع بين فرنسا والأمراء الألمان، فأرسلت جيشا إلى