للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخذ على عاتفه ما تبقى من ديونه (٧٠٠٠ جنيه إسترليني) وحقوق النشر، وكوَّن ثروة نتيجة ذلك، وظلت روايات سكوت منتشرة حتى نهاية القرن. وكان وردزورث يظن أنه "أعظم روح في جيله (٩) ".

[٢ - الأيرلنديون]

بلغ عدد سكان أيرلندا في سنة ١٨٠٠ نحو ٤.٥٥٠.٠٠٠ نفس منهم ٣.١٥٠.٠٠٠ من الأروام (الكاثوليك التابعين لبابا روما)، و ٥٠٠.٠٠٠ من البروتستنط الاسقفيين و ٩٠٠.٠٠٠ المذاهب البروتستنطية المنشقة (خاصة في الستر Ulster) ومنح الكاثوليك حق التصويت في سنة ١٧٩٣ ومن ثم أصبح من حقهم شغل معظم وظائف الخدمة المدنية لكنهم ظلوا بعيدين عن المناصب العليا وعن منصة القضاء وعن البرلمان الأيرلندي، وسمح للكاثوليك بانتخاب مرشحين بروتستنط لحكم أيرلندا. وكان الملك أو وزراؤه يعينون ليفتنانت أو نائب ملك بروتستنطي كمسؤول تنفيذي في أيرلندا، وسمحوا له بحكم الجهاز الإداري - وإلى حد كبير البرلمان الأيرلندي - باستخدام الرشوة، وتوزيع أو بيع الوظائف الشاغرة (المفهوم لغير مستحقيها) (١٠).

وحتى سنة ١٧٩٣ كانت كل الأرضي الزراعية في أيرلندا يمتلكها بروتستنط سواء من البريطانيين أو الأيرلنديين، وبعد سنة ١٧٩٣ سمح لعدد قليل من الكاثوليك بشراء أراض. أما الباقون فكانوا من المستأجرين الذين يزرعون قطعا صغيرة من الأراضي، أو أجراء في المزارع أو المصانع. وكانت الإيجارات والعشور تُجْبى بانضباط شديد حتى عاش معظم الفلاحين الأيرلنديين في فقر لا يرجى الخلاص منه. لقد كانوا فقراء جدا وكانوا محرومين من التطلع لشراء الآلات الجديدة التي كانت تضاعف الإنتاج الريفي في بريطانيا، فظلت الزراعة في أيرلندا تقليدية لا تحرز تقدما. وكان ملاك الأراضي الزراعية الكبار غائبين يعيشون في إنجلترا وكانوا يستنزفون أيرلندا بكل ما أمكنهم من جهد دون رعاية لمصالحها (١١). ففي منطقة المصانع في دبلن كان الفقر أشد فتكا منه في الريف. لقد عوقت الصناعة الأيرلندية بالجمارك الباهظة التي منعت استيراد القطن الخام، وبالقوانين والإجراءات التجارية التي