لم يمت كلمنت إلا بعد أن يدل سياسته مرة أخرى، وبعد أن تُوج ما أصابه من كوارث بخروج إنجلترا من قبضة الكنيسة (١٥٣١). ذلك أن انتشار ثورة لوثر في ألمانيا قد خلق لشارل الخامس متاعب وأخطاراً، كان يرجو أن تخف وطأتها بعقد مجلس عام. وألح على البابا بعقد هذا المجلس، وأغضبه ما كان ينتحله البابا المرة بعد المرة مع أعذار وتسويف. كذلك ساء كلمنت أن الإمبراطور قد منح فيرارا مدينتي رجيو ومودينا، فولى وجهه مرة أخرى شطر فرانسس، وقبل عرضاً تقدم به فرانسس وهو أن تتزوج مترينا ده ميديتشي من هنري ثاني أبناء الملك، ووقع مع الملك مواد سرية ارتبط فيها بمساعدة فرانسس على استعادة ميلان وجنوى (١٥٣١)(٦٣). وعرض شارل مرة أخرى في مؤتمر ثان عقد في بولونيا (١٥٣٢) بين البابا والإمبراطور أن يجتمع مجلس عام يلتقي فيه الكاثوليك والبروتستنت لعلهم يجدون صيغة يوفقون بها بين المذهبين. ورفض هذا الاقتراح أيضاً. ثم عرض أن تتزوج كترين من فرانتشيسكو ماريا اسفوردسا نائب الإمبراطور في ميلان، لكنه تبين أن اقتراحه هذا جاء بعد فوات الوقت؛ فقد كانت كترين قد بيعت من قبل لغيره. وفي الثاني عشر من أكتوبر سنة ١٥٣٣ التقى كلمنت بفرانسس في مرسيليا، وزوَج ابنة أخيه من هنري دوق أورليان. وكان من أكبر العيوب التي يتصف بها آل ميديتشي بوصفهم بابوات أنهم كانوا يرون أنفسهم أسرة مالكة، وأنهم كانوا في بعض الأحيان يضعون مجد أسرتهم فوق مصير إيطاليا أو الكنيسة.