وحاول كلمنت أن يقنع شارل بأن يصطلح مع فرانسس؛ ولكن فرانسس رفض أن يجيبه إلى ما طلب، وبلغ من الصفات أن طلب إلى البابا أن يوافق على عقد حلف مؤقت بين فرنسا، والبروتسنت، والترك، ضد الإمبراطور (٦٤). ولكن كلمنت ظن أن هذه خطوة جريئة لا يستطيع أن يخطوها.
"وفي هذه الظروف"، كما يقول باستور Pastor، " لا يسع الإنسان إلا أن يقول إن من حسن حظ الكنيسة أن كانت منية البابا قريبة") (٦٥)، فقد بلغ الرجل أرذل العمر. لقد كان هنري الثامن، وقت تتويج البابا، لا يزال حامي حمى الدين الصحيح ضد لوثر؛ ولم تكن الثورة البروتستنتية قد اقترحت حتى ذلك الوقت تغييراً أساسياً في العقائد، بل كان كل ما طلبته هو إصلاحات في شؤون الكنيسة شرَعها مجلس ترنت Trent نفسه لها في الجيل التالي. تلك هي الحال وقت تتويجه، أما عند وفاته (٢٥ سبتمبر سنة ١٥٣٤)، فقد كانت إنجلترا، والدنمرقة، والسويد، ونصف ألمانيا، وجزء من سويسرا، كانت هذه كلها قد انفصلت انفصالاً تاماً عن الكنيسة، وكانت إيطاليا قد خضعت لسلطان أسبانيا خضوعاً شديد الخطر على التفكير الحر والحياة الحرة اللذين تمتاز بهما النهضة خيراً كانا أو شراً. وما من شك في أن عهده كان شر العهود كلها في تاريخ الكنيسة. لقد ابتهج كل انسان حين جلس كلمنت على كرسي البابوية، كما ابتهج كل إنسان عند موته، وكم من مرة دنس غوغاء روما قبره (٦٦).