من صحفيين، ومترجمين، ومصنفين، وقراء تجارب الطبع، وكتاب المقالات للمجالات، ومحققين-ينامون ثلاثة في فراش واحد ويرتدون البطاطين لافتقارهم إلى غيرها من الملابس. ولم تكن العلة في هذا الفقر شح باعة الكتب وعدم اكتراث ولبول بقدر ما كانت إتخام السوق الأدبية إتخاما لم يسبق له نظير بأصحاب المواهب الهزيلة ينافس بعضهم بعضاً في قبول الأجور المنحطة. وشارك طغيان حالات الإخفاق على حالات الفلاح في المال والأعمال، مع انسلاخ الأدب عن الحماية الأرستقراطية، على الحط من المكانة الاجتماعية للمؤلفين. وفي الوقت الذي كان فيه الشعراء والفلاسفة والمؤرخون في فرنسا يستقبلون بالترحيب في أروع البيوت والصدور، كانوا في إنجلترا-باستثنائين أو ثلاثة-يقصون عن "المجتمع المهذب" باعتبارهم بوهيميين غير مغتسلين. وربما كان هذا هو السبب في أن كونجريف رجل فولتير ألا يدرجه في زمرة الكتاب. وقد تحدى الكسندر بوب تحيزات عصره بادعائه إنه شاعر وجنتلمان معاً. وقد عنى بكلمة جنتلمان الرجل "الكريم المولد" لا الرجل الكريم السلوك. ولكن الأمر كان على النقيض!.
[٢ - ألكسندر بوب]
١٦٨٨ - ١٧٤٤
يستهل جونسن، الذي كان يحتقر الترجمات التي تبدأ بنسب صاحبها وتنتهي بمأتمه، ترجمته الممتازة لبوب بأنبائنا أن "الكسندر بوب ولد بلندن في ٢٢ مايو ١٦٦٨، لأبوين لم يتحقق لأحد قط من مرتبتهما أو مركزهما (٣) ". أما أبوه فتاجر كتان جمع ثروة متواضعة ثم اعتزل في بنفيلد قرب غابة ونزر. وكان أبواه كلاهما يتبعان المذهب الكاثوليكي الروماني، والسنة التي ولد فيها بوب كانت أيضاً السنة التي حطم فيها خلع جيمس الثاني آمال الكاثوليكية في تخفيف القوانين المعادية للكاثوليك. وخصت الأم الصبي الذي كان وحيدها بكثير من الترفق، وقد ورث عنها استعداداً للصداع، وعن أبيه تقوساً شديداً في عموده الفقري، فلم يزد طوله على أربعة أقدام ونصف.
وقد عهد بتعليمه الأول إلى القساوسة الكاثوليك، فأعانوه على إجادة اللاتينية، واليونانية بقدر أقل، وعلمه معلمون خصوصيون