كانت مدام دبومبادور إحدى ضحايا الحرب. فقد ظل سحر شخصيتها حيناً يسترق لب الملك بينما الأمة تنوح، ولكن بعد أن حاول داميان اغتياله (٥ يناير ١٧٥٧) أرسل إليها لويس الخامس عشر كلمة يأمرها فيها بالرحيل فوراً وكأنه شعر فجأة بوجود الله. ولكنه ارتكب غلطة إنسانية حين أتى ليودعها، ووجدها تحزم حقائبها هادئة حزينة، فغلبه بعض ما بقي له من رقة وحنان، وطلب إليها أن تبقى (١). وسرعان ما ردت إليه كل امتيازاتها وسلطاتها السابقة، فكانت تفاوض الدبلوماسيين والسفراء، وترفع الوزراء والقواد وتخفضهم. وكان مارك بيير دفواييه، كونت دارجنسون، قد قاومها في كل خطوة، وحاولت أن تسترضيه قصدها فأفلحت الآن في أن تحل الابيه دبرنيس محله وزيراً للشؤون الخارجية، ثم شوازيل (١٧٥٨). واحتفظت بحنانها لأقربائها وللملك فقط، وواجهت غير هؤلاء بقلب من حديد في هيكل مريض، وزجت ببعض خصومها في الباستيل وتركتهم فيه سنوات (٢). وفي غضون ذلك راحت تدخر لغدها، وزينت قصورها وأمرت بتشييد ضريح ضخم لها تحت ميدان فاندوم.