الحركة أي تأييد شعبي، لأن التقاليد والشعب يساند الواحد منهما الآخر دائماً. فلما وجد أتباع الحركة أنفسهم بغير قاعدة في بنيان الحياة الألمانية، تصالحوا مع الأمراء، وأملوا-كما أمل جماعة الفلاسفة-أن يقود الحكام المستنيرون الطريق إلى التحرر الفكري والإصلاح الاجتماعي. وأدرك هردر وجوته وشيلر الحركة في شبابهم، ثم انسحبوا من نارها الآكلة، وقلموا أظافرهم وأطبقوا أجنحتهم، وتقبلوا حماية أدوق فايمار الكرام شاكرين.
[٨ - الفنانون]
كان ألمان العصر الذي نحن بصدده أنداداً في الفن للفرنسيين والإيطاليين. فلقد نقلوا الباروك عن إيطاليا والروكوك عن فرنسا، ولكنهم أعطوا إيطاليا فنكلمان ومنجز، وآثر ملوك فرنسا وملكاتها الألمان المغتربين أمثال دافيد روتنجن، و "جان" ريزنر، وآدم فايسفايلر، على صناع الأثاث الفاخر الفرنسيين؛ من ذلك أن لويس السادس عشر دفع ثمانين ألف جنيه ثمناً لمكتب من صنع روتنجن (٩٤). وحفل المقر الملكي في ميونخ، وقصر فردريك الجديد في بوتسدام، وبيوت أثرياء الألمان، بالأثاث الضخم الدقيق النقوش، حتى وفد طراز أخف في نهاية العصر من صنع الإنجليزيين تشينديل وشيراتن. وكانت مصانع مايسن قد أضرت بها الحرب، ولكن نمفنبرج ولود فجزبرج وبوتسدام وغيرها من المراكز واصلت صناعات البرسلان والخزف. وأشرقت رفوف الألمان ومدافئهم وموائدهم ومكاتبهم بصغار التماثيل المرحة الرشيقة الرقص والغناء والتقبيل.
وعلى نطاقأوسع ظهر نحت للتماثيل جدير بالإعجاب. شديد الاهتمام من ذلك أن مارتن كلاور نحت تمثالاً نصفياً لجوته في أيام فايمار الأولى-بدا فيه متشوفاً، براق العين، واثق النفس (٩٥). ولم يبلغ لودفج، بن مارتن، هذا الاتقان في تمثاله الذي نحته لشيلر (٩٦)، وأفضل منه تمثال شيلر المعروض الآن في ميدان بشتوتجارت من صنع يوهان فون دانيكر. أما سيد النحت الألماني في هذا العصر فيوهان جوتفيلد شادوف، الذي أصبح مثالاً للبلاط في برلين عام ١٧٨٨. وفي ١٧٩١ نحت رأساً لفردريك،