أعداء أشد وطأة من هؤلاء الأمراء الذين فرضهم الأجانب عليكم .... إن النصر سيُسِرع الخطى، والنسر (العقاب) والأعلام الوطنية ستتحلّق فوق كل أبراج الكنائس من برج كنيسة إلى برج كنيسة آخر، بل حتى على أبراج نوتردام. ستكونون أنتم محرّري وطنكم.
٤ - رحلة لا تُصَدَّق: من ١ - ٢٠ مارس ١٨١٥ م
ظهر الأسطول الصغير الذي يحمل الإمبراطور وقَدَره أمام رأس أنتيب Cap d، Antibes في فجر أول مارس، وفي وسط النهار بدأ الجنود البالغ عددهم ١١٠٠ بالنزول إلى البر في جولف جوان Golfe Juan، وقفز بعضهم في المياه الضحلة وخاضوا إلى الساحل. وكان نابليون آخر من هبط، فأمر بإقامة معسكر مؤقت في مزرعة زيتون بين البحر والطريق من أنتيب إلى كان Cannes. وأرسل مجموعة صغيرة إلى كان لشراء خيول ومؤن على أن يدفعوا ثمنها نقدا إذ كان قد أحضر معه من إلبا ٨٠٠،٠٠٠ فرنك ذهبا. وأمر مجموعة أخرى أن تذهب إلى أنتيب لتحث حاميتها على الانضمام إليه، فعنَّف آمرُ الحامية مبعوثي نابليون وسجنهم ولم يحاول نابليون التوجه إليه لإطلاق سراح رجاله فقد كان قد قرر الاستيلاء على باريس دون أن يطلق طلقة واحدة.
لم يجد نابليون ترحيبا في أنتيب فلم يكن العابرون يبدون حماسا عندما كان يقال لهم إن الرجل الضئيل الحجم الذي يدرس الخرائط على منضدة في الهواء الطلق هو الإمبراطور. لقد كانت المنطقة قد أصابها الضُّر بسبب الحرب والتجنيد الإلزامي والحصار المزدوج (حصار بريطانيا للسواحل الفرنسية والحصار المضاد الذي فرضه نابليون على البضائع البريطانية) وبالتالي لم يكن لدى أهل أنتيب شهية للمزيد من هذا. وأتى محافظ أنتيب (رئيس بلديتها) ليتفحّص أحوال هؤلاء الغزاة (نابليون ورجاله) وقال لنابليون: "لقد كنا قد بدأنا نشعر بالسعادة والسكون. إنك ستفسد كلّ شيء". وقد تذكر نابليون بعد ذلك وهو في سانت هيلينا هذا القول، فذكر لجورجو Gourgaud: " لن أقول لك كيف أثّرت فيّ هذه الملاحظة ولا الألم الذي سببته لي". وأكد له مراسل (جاسوس) عابر أن كل الجيش