وكان تفرق إيطاليا هو الذي قرر نتيجة انتخاب البابا الذي خلف نقولاس: ذلك أن الكرادلة قد عجزوا عن الاتفاق على اختيار أحد الكرادلة الإيطاليين، فعمدوا من أجل ذلك إلى اختيار كردنال أسباني هو أفنسو بورجيا Alfonso Borgia الذي تسمّى باسم كلمنت الثالث. وكان البابا الجديد قد بلغ السابعة والسبعين من العمر، وكان موته مرتقباً بعد قليل، فتتاح بذلك للكرادلة فرصة اختيار أخرى قد تكون أعود عليهم بالفائدة، وكان كلكستس متخصصاً في القانون الكنسي بارعاً في الدبلوماسية، ولذلك كان ذا عقلية قانونية، قليل العناية بالعلوم القديمة التي شغف بها نقولاس. وضعف في عهده شأن الكتّاب الإنسانيين الذين لم تكن لهم أصول ثابتة في روما إذا استثنينا منهم فلا Valla الذي ظل بعد أن صلحت حاله أميناً للبابا.
وكان كلكستس رجلاً صالحاً يعطف على أقاربه، فلم تنقض على تزويجه عشرة أشهر حتى رفع إلى مقام الكردنالية اثنين من أبناء أخيه - هما لويس جوان داميلا Luis Juan da Maila، وردريجو بورجيا - ودن جيمي البرتغالي Don Jayme، وكانت سنّهم على التوالي خمسة وعشرين عاماً، وأربعة وعشرين، وثلاثة وعشرين. وكان يعيب ردريجو (الذي أصبح فيما بعد البابا أسكندر السادس) شيء آخر وهو أنه كان رجلاً صريحاً مستهتراً في أمور عشيقاته؛ لكن كلكستس مع ذلك منحه أكثر المناصب كسباً في البلاط البابوي - فجعله نائب رئيس الحكومة البابوية (١٤٥٧)، ثم عيّنه في العام نفسه قائداً عاماً للقوات البابوية. وهكذا