كانت مانتوا مدينة محظوظة لأنها حكمتها طوال عصر النهضة أسرة واحدة لا أكثر، ولأنها نجحت من الاضطرابات الناشئة من الثورات، والاغتيالات التي تحدث في بلاط الحكام، والانقلابات السياسية؛ ذلك أنه لما أصبح لويجي جندساجا Luigi Gonzaga رئيس الشعب (١٣٢٨) استتب الأمر لبيته إلى حد كان يستطيع معه أن يغادر عاصمة ملكه من حين إلى حين، ويؤجر نفسه إلى المدن الأخرى ليكون قائداً لجيوشها- واتبع خلفاؤه هذه العادة مدى أجيال عدة. ورفع الإمبراطور سجسمند الأول سيد هذه الأسرة من الوجهة النظرية جيان فرانتشيسكو الأول حفيد حفيده إلى مرتبة مركيز (١٤٢٣)، وأصبح هذا اللقب من ذلك الحين وراثياً في أسرة جندساجا حتى استبدل به لقب أسمى منه وهو لقب دوق (١٥٣٠). وكان جيان هذا حاكماً صالحاً، جفف المستنقعات وأصلح أحوال الزراعة والصناعة، وناصر الفن، وأستقدم إلى مانتوا رجلاً من أعظم رجال التربية وأنبلهم ليعلم أبنائه.
واتخذ فتورينو لقبه من مسقط رأسه بلدة فلترى Feltre في الشمال الشرقي من إيطاليا. وتملكته الرغبة القوية في دراسة الآداب القديمة. وهي التي