"لقد عشنا حياة ديرية حقيقة، ففي الصباح كنا نعمل معا وفي منتصف النهار نطبخ غداءنا الذي لم يكن يتكون إلا من الحساء والسجق أو بعض الخضروات السائغة وكان كل منهما يعتني بالآخر".
لقد تجاوزا كنيسة القديس بطرس لأن فيها كثيرا من الفن الوثني) واتجها أكثر إلى الكنائس القديمة والأديرة مثل دير القديس جون لاتيران Lateran ودير القديس بولس خارج أسوار روما. وارتحلا إلى أورفيتو Orvieto لدراسة سيجنوريللي Signorelli وإلى فلورنسا وفيزول Fiesole لدراسة فرا أنجليكو Fra Angelico. لقد قررا ألا يقوما برسم الصور الشخصية أو أية رسوم للزينة، وإنما كان قرارهما أن يعودا بالرسم إلى عصر ما قبل رافاييل وتكريسه لتشجيع الإيمان المسيحي والوطنية المرتبطة بالعقيدة المسيحية.
وواتتهم الفرصة في سنة ١٨١٦ عندما عهد إليهما القنصل البروسي في روما - بارثولدي J. S. Bartholdy - بتزيين فيلته برسوم جصية عن قصة يوسف وإخوته. وتفجع أهل الناصرة Nazarenes (المقصود قام هذان الفنانان) لإحلال رسوم بالزيت على (الكانافاه canvas) محل الرسوم الجصية frescoes . والآن لقد درسا الكيمياء ليتمكنا من إعداد سطوح تجعل الألوان ثابتة، ونجحا إلى الحد الذي تم نقل رسومهما الجصية من روما لتوضع في المتحف الوطني ببرلين، وهي من بين المقتنيات التي تفخر بها العاصمة البروسية، لكن جوته العجوز عندما سمع بهذا الاتجاه الصوفي (ذي الانجذاب العاطفي الديني) أدانهما باعتبارهما يقلدان أسلوب القرن الرابع عشر في إيطاليا تماما كما تقلد الكلاسيكية الجديدة الفن الوثني. وتجاهل أهل الناصرة (المقصود أصحاب هذه المدرسة) هذا النقد، لكنهما غادرا المسرح بهدوء لأن العلم والبحث والفلسفة راحت - ببطء - تنحت في العقيدة القديمة (المقصود تشكك فيها وتعدلها).
[٨ - الموسيقى]
كانت الموسيقى هي كبرياء ألمانيا في رخائها وازدهارها، وسلواها في أساها ونكباتها. فعندما وصلت مدام دي ستيل إلى فيمار في سنة ١٨٠٣ وجدت أن الموسيقى تكاد تكون