الدينية والتقاليد والأناجيل أعلى من الرسالات الإنجيلية، ولو أن لوثر اتبع هذا الخط الأخير لكانت البروتستانتية قد أصبحت أقل بولسية وأوغسطينية وجبرية كان كتاب Libellus على رأس عصره في الشك في تأليفٍ مؤسٍ للاسفار الخمسة (التوراة) وصحة الأناجيل ولكنه كان ضعيفاً في حجته الرئيسية: فقد قرر صحة الكتب الإنجيلية استناداً إلى الروايات المأثورة عن القرون الأولى ثم رفض الرواية التي تؤيد الكتب الثابتة على هذا النحو.
وتشجع لوثر بتأييد ميلانكتون وكارلشتادت وهوتن وسيكنجن فكتب إلى سبالاتان (١١ يوليه سنة ١٥٢٠): "لقد ألقيت النرد. وأنا أحتقر الآن غضب الرومان بقدر ما أحتقر رضاهم. ولن أهادنهم إلى الأبد … فليدينوا ويحرقوا كل ما يمت لي بصلة، وأنا في مقابل هذا سوف أفعل لهم الكثير … إني لم أعد اليوم أخشى أحداً وسوف أنشر كتاباً باللغة الألمانية عن الاصلاح المسيحي وهو موجه ضد البابا بلهجة عنيفة كما لو كنت أوجهها إلى مناهض للمسيحية"(٤٣).
[٤ - نشرات بابوية ملتهبة]
أصدر ليو العاشر في اليوم الخامس عشر من شهر يونيه عام ١٥٢٠ نشرة أدان فيها واحداً وأربعين بياناً للوثر، وأمر بأن تُحرق علناً مؤلفاته التي ظهرت فيها، وأنذر لوثر بأن يتراجع عن أخطائه وأن يعود إلى حظيرة الدين. وإذا رفض أن يأتي إلى روما في خلال ستين يوماً ويسحب أقواله علناً فإنه سوف يُبتر من عضوية العالم المسيحي بحرمانه من غفران الكنيسة، وسوف يعرض عنه كل المؤمنين باعتباره هرطيقاً، وسوف تتوقف العبادة في جميع الأماكن التي يقيم فيها، وعلى جميع السلطات الزمنية أن تطرده من أملاكها أو تسلمه إلى روما.
وأعلن لوثر نهاية عهد التسامح بنشر أول كتاب من الكتيبات الثلاثة