الثامن عشر أن تلقَّى هذا الإيطالي الكئيب اعترافاً بفضله ودخلاً كافياً. وفي الفترة من ١٨٢١ إلى ١٨٤١ وهي الفترة التي كان فيها مديراً للكونسرفتوار في باريس (معهد باريس للموسيقى) أثَّر في جيل كامل من الموسيقيين الفرنسيين. ووافته منيّته في سنة ١٨٤٢ عن عمر يناهز الثانية والثمانين، وكاد يطويه النسيان في مشكاة الزمن المتغيرة (اللامبالية).
[٢ - متنوعات]
يشبه نابليون تماماً لويس الرابع عشر في رعايته للفنون فهو - مثله - كان راغباً في ترسيخ مجد فرنسا وعظمتها، وكان يأمل أن يجعله الفنانون حياً في ذاكرة البشر. ولم يكن ذَوْقه الخاص على أحسن ما يكون فقد كان ملتفتاً دائماً للأمور العسكرية لكنه قام بما يستطيع لِيُلْهم فنَّاني فرنسا بالأصول التاريخية والمثيرات الشخصية، لقد نهب الأعمال الفنية الكبيرة ليس فقط باعتبارها ثروة قابلة للنقل وقابلة للتفاوض بشأنها (على نحو ما تُشترى في أيامنا هذه) وكأوسمة وشواهد على انتصاراته، وإنما أيضاً كنماذج (موديلات) يحتذيها طلبة الفنون في متاحف فرنسا.
لقد نقل فينوس وهي من أعمال دي ميديتشي Medici من الفاتيكان، والقديسون المتسامحون وهي من عمل كوريجيو Correggio من بارما، وزواج كانا وهي من أعمار فيرير Vermeer من البندقية (فينيسيا) وسلالة الصليب وهي من أعمال روبنز Rubens من أنتورب وصعود العذراء وهي من أعمال موريللو Murillo من مدريد … وحتى تماثيل خيول القديس مرقس St. Mark الصغيرة وجدت طريقها المحفوف بالمخاطر إلى باريس. وفي الفترة من ١٧٩٦ إلى ١٨١٤ أرسل نابليون إلى باريس ٥٠٦ من الأعمال الفنية الإيطالية عاد منها - بعد سقوطه - ٢٤٩، وبقي ٢٤٨ وضاع تسعة أعمال. وعن طريق النهب حلَّت باريس محل روما كعاصمة للفن في غرب أوروبا.
وكلَّما زادت فتوح نابليون زادت الأسلاب حتى فاضت على أقاليم (محافظات) فرنسا وأنشئت المتاحف لاستيعابها في نانسي Nancy وليل Lille وتولوز ونانت Nantes ورون Rouen وليون وستراسبورج وبوردو ومرسيليا وجنيف وبروكسل ومونبلييه Montpellier