كشف التجار الفينيقتون- وهم قوم ديدنهم البحث والتنقيب- عن ثروة إسبانيا المعدنية قبل ألف ومائة عام من تلك الأيام. ولم يمض على هذا الكشف إلا قليل من الوقت حتى كان أسطول من السفن التجارية يمخر عباب البحر الأبيض المتوسط بين صيدا وصور وبيلوس من ناحية وطارطسوس Tartessus عند منصب نهر الوادي الكبير من ناحية أخرى. وإذ كانت هذه الأسفار مما يتعذر القيام بها من غير أن تكون فيها محاط كثيرة في الطريق، وإذ كانت سواحل البحر الأبيض الجنوبية أقصر الطرق وآمنها، فقد أنشأ الفينيقيون مراكز وسطى ومحاط تجارية على سواحل إفريقيا الشمالي عند لبتس مجنا Leptes Magna (ليدة الحالية) وهدرومنتم Hadrumentum (سومة) وبوتيكا (بوتيك) وهبوديرهيتس Hppo Diarrhytus وهبورجيوس Hippo Regius (بونة)، بل إنهم عبروا مضيق جبل طارق وأقاموا مركزًا لهم في لكسوس Lixus (جنوب طنجة). وتزوج التجار الساميون الذين أقاموا في هذه المراكز من الأهالي وأسكتوا غيرهم بالمال. وفي عام ٨١٣ ق. م أقامت جماعة جديدة من المستعمرين-