للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الخامس

[فيرونيزي]

١٥٢٨ - ١٥٨٨

ولسنا نحب أن يفوتنا، قبل أن نطوي صحيفة هذا الباب، أن نكرم بعض نجومه اللامعة وإن كانت من الطبقة الثانية بعد الفنانين السابقين؛ فقد كان هؤلاء أيضاً ممن تلألأ ضياؤهم في البندقية. من هؤلاء أندريا مليولادا Andrea Melolda وهو من إقليم سلافونيا وسمى شيافوني Shiavone. وقد تلقى الفن مع تيشيان، ورسم صورة من العاج لسيدة على صندوق في قلعة ميلان. ثم حاول أن يرسم صورتين أكبر من هذه وهما جوبتر وأنتيوبي (المحفوظة في لينينجراد) وعطية العذراء (البندقية)، وكانتا صورتين بديعتي اللون، وأثنى عليه الفنانون، وأعرض عنه المناصرون؛ واضطر أندريا أن يسير بلحيته الوقورة في أسمال بالية.

وكان باريس بوردوني Paris Bordone ابن سراج وحفيد حذاء، ولكنه استطاع بفضل ديمقراطية العبقرية، التي تظهر في جميع الطبقات أن يشق طريقه إلى الذروة في مدينة البندقية الممتلئة بذوي المواهب والكفايات. وقد جاء بوردوني من تريفنزو ليلتقي أصول الفن على تيشيان، ونضج نضوجاً بلغ من سرعته أن دعاه فرانسس الأول إلى باريس وهو في سن الثامنة والثلاثين. وفيها أخرج بعض الصور الدينية الممتازة مثل الأسرة المقدسة (ميلان)، وبلغ أعلى مكانة له في صورة الصائد يهدي خاتم القديس مرقص إلى الدوج (البندقية)؛ ولكن الصورة التي خلدت اسمه على مر السنين هي صورة فينوس وإيروس (أفيدسي) وهي تمثل فتاة بضة