السعيد "وعلت الآن أصوات الشكر لجوته من كل ناحية، ولثمت أنا والبنات شفتيه ويديه. وطوقت أوتيلييه دون بوجفيش عنقه بذراعيها، ولما كانت جميلة جداً، وهو يغازلها طوال الوقت، فقد كان الأثر رائعاً"(٣٢). إن في التاريخ لحظات سعيدة تتوارى خلف درامة المأساة. وتحت ملاحظة المؤرخين.
[٤ - العالم]
ولنعد الآن إلى سنوات صباه، حيث بدأ بحثه الذي امتد طوال حياته في العلم، باهتمام يقظ ولذة تلتهم كل شيء. وقليل منا من يعرفون أن جوته كرس للبحث والمؤلفات العلمية وقتاً أكثر مما كرس لكل شعره ونثره مجتمعين (٣٣). وكان قد درس الطب والفيزياء في ليبزج، والكيمياء في ستراسبورج: ثم بدأ دراسة التشريح في ١٧٨١، وظل سنوات يضرب في؟ أرجاء ثورنجيا جامعاً للعينات المعدنية والنباتية ويرقب التكوينات الجيولوجية. وكان في أسفاره لا يلحظ الرجال والنساء والفن فحسب، بل الحيوان والنبات والظواهر البصرية والميتورولوجية أيضاً. وقد قام بدور رائد في إنشاء المختبرات في يينا. وكان يشتد فرحه بانتصاراته في العلم أو حزنه بهزائمه فيه، اشتداده بنجاحه أو إخفاقه في الأدب.
وقد استحدث شيئاً من دراسة الطقس. ذلك أنه نظم محطات للرصد الجوي في دوقية ساكسي-فايمار، وأعان على إنشاء محطات أخرى في طول ألمانيا وعرضها (٣٤)، وأعد التعليمات اللازمة لها. وكتب المقالات في "نظرية الطقس" و "أسباب تذبذبات البارومتر" وأقنع الدوق كارل أوجست بأن يشرع في اقتناء المجموعات التي كانت النواة لمتحف علم المعادن في ييتا، وبعد أن درس الطبقات الجيولوجية في إلمينا وذهب إلى أنها تؤيد نظرية أبراهام فرنر التي زعمت أن جميع التكوينات الصخرية على القشرة الأرضية نتيجة لفعل المياه البطيء. (ويجب أن تقرن هذه النظرية "النبتونية" بالنظرية "البركانية" التي تقول بالتغير نتيجة للحركات العنيفة). وكان من أوائل من ألمعوا إلى أن عمر الطبقات قد يقرر من المتحفرات