للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باعتباره محرِّضاً مُحتملاً أو مُسبباً مُحتملاً للحرائق. وعلى هذا فكلُّ طابع لابد أن يُقدِّم للرقيب كلَّ نصًّ قبل طبعه، سواء قَبْل أَنْ يطبعه أو أثناء طبعه ولابُدَّ من الحصولِ على موافقة الدولةِ على الطَّبْع، ولا بد أن يُوافق الطابعُ (الناشرُ) على حذفِ المادة التي تعترضِ عليها الرقابةُ أو إحلال البديل عنها كما تقترحه الحكومة. وحتى بعد أن يُوافقَ الرقيبُ وبعد طباعة الكتاب أو الصحيفة أو النشرة، فمن حقِّ وزير الشرطة (الداخلية) أن يُصادر المادةَ المنشورةَ أو حتى يُتْلفها تماماً، دون اعتبار لخسارة المؤلِف أو الناشر.

وكان على الأدب والفكر في ظل هذه القيود على الفكر أن يُناضلا ليظلاَّ على قَيْد الحياة في ظلِّ نابليون. وقد وقع هذا النضال بأشجع معانيه على كاهل امرأة.

٢ - مدام دي ستيل: من ١٧٩٩ إلى ١٩١٧ م

MME. DE STAEL

٢/١ - خَصْمُ نابليون اللَّدود

سبق للجنة الأمن العام أن أبعدت مدام دي ستيل عن فرنسا وخفّضت حكومة الإدارة هذه العقوبة فاكتفت بإقصائها عن باريس، وبعد سقوط حكومة الإدارة أسرعت عائدة إلى العاصمة (١٢ نوفمبر ١٧٩٩) وسكنت شقّة في شارع دي جرينل de Grenelle في حي فوبورج سان جيرمين Faubourg ST. Germain الرَّاقي. ولم تعترض الحكومةُ القنصليةُ - أعنى نابليون - على عَوْدتها - وسرعان ما افتتحت صالوناً جديداً لأسباب منها أن المناقشات في باريس .. كانت دائماً أكثر فتنةً وسحراً من كل المسرّات وأنها كانت قد صمَّمت على أن تلعب دوراً في توجيه الأحداث، ولم تضع في اعتبارها أن مثل هذا الدور لا يليق بامرأة.

لقد بَدَالها أنَّ هذا أمر لائق تماماً لامرأة مثلها ذات مال وذكاء، خاصة إن كانت وريثة جاك نيكر Jacques Necker (والدها) الذي كانت تعتبره بطل الثورة الفرنسية الذي لم يُقَدَّر حق قدره. وبالإضافة لهذا فقد كانت الحكومة الفرنسية لا تزال مدينة له