للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمبلغ عشرين مليون فرنك كان قد أَقْرضها لها (للحكومة) في سنة ١٧٨٩، وكان أحد أهداف مدام دي ستيل هو استعادة هذا المبلغ. وكان نموذج الحكومة الأمثل من وجهة نظرها هو الملكية الدستورية التي تسمح بحرية الصحافة والعبادة والخطابة، والتي تحمي مِلْكية الأثرياء ضد حسد الفقراء، تماماً كما كان رأي أبيها.

وبهذا المعنى كانت تَشْعر أنها كانت مُخلصة للثورة كما عرفتها الجمعية الوطنية ١٧٨٩ - ١٧٩١. لقد كانت تحتقر المشتركين في قَتْل الملك ورحَّبت في صالونها بجيرانها من ذوي الرُّتب والألقاب في فوبورج الذين كانوا يدعون كل يوم طالبين من الرب عوْدة البوربون إلى الحكم. ومع هذا فقد حلَّقت المتجمعين في صالونها حول بنيامين كونستات Benjamin Constant (قسطنطين) الذي نذر حياته للدفاع عن الجمهورية والذي كان - كعضو في التربيونيت Tribunate- يُعارض كل حركات نابليون من مرحلة القنصلية إلى مرحلة السلطة الإمبراطورية، ورحّبت في صالونها أيضاً بإخوة القنصل الأول (نابليون) لأنهم كانوا هم أيضاً غير مرتاحين في ظلِّ سلطته المتزايدة.

وحقيقة الأمر أن كل ذوي الشأن في المجاليْن السياسي والفكري في باريس - وجدوا طريقهم إلى اجتماعات المساء في صالونها، شغفاً منهم في معرفة آخر الأقاويل في المجال السياسي وليسمعوا مدام دي ستيل تَخُوض غمار الحوار والمناقشات على نحو لم تشهده باريس من امرأة منذ مدام دو ديفان Mme du Deffand. وقد أعلنت مدام دي تيسّي Tesse: " لو كنتُ ملكة لأمرتُ مدام دي ستيل بالحديث معي طوال الوقت". وقد كتبت جيرمين Germaine نفسها أن: "كل طبقات فرنسا كانت تشعر بضرورة النقاش، فلم يكن الكلام (الحوار) هنا كما هو في أي مكان آخر - مجرد وسيلة للتعارف والاتصال بين الناس … وإنما كان كآلة موسيقية شُغف الناس بالعزف عليها".

ولم تكن دوماً معارضة لنابليون إن كان لنا - حقيقة - أن نُصدّق بوريين Bourrienne، فقد كتبت له خطابات إطراء وتملّق في بداية الفترة القنصلية لتعرض خدماتها عليه.