للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصحية فأصبح بعيدا تماما عن الأوصاف الرائعة التي وصفه بها ستندهال منذ عامين. لقد أصبح سمينا وتحول شعره إلى اللون الرمادي وبدا أكبر من سنه (كان في الثلاثين من عمره) وصدم شيلي عندما رآه على هذه الحال عندما التقيا مرة أخرى.

١٠ - أمور شيلي العائلية: من ١٨١٦ - ١٨١٨ م

في الثامن من سبتمبر سنة ١٨١٦ وصل شيلي وماري Mary وابنهما وليم ومربيته السويسرية إليز فوجي Elise Foggi وكلير كليرمونت Claire Clairmont - إلى إنجلترا. وذهب جميعهم عدا شيلي إلى باث Bath أما شيلي فأسرع إلى لندن متوقعاً أن يجد أباه قد ترك له خمس مائه جنيه، لكن شيئا لم يصل وكان عليه أن يسحب وعده بأن يعطي ثلاثمائة جنيه لوالده الروحي واهتاج جودوين وهرب شيلي إلى باث حيث زوجته غير الشرعية.

وهناك (في باث) تلقت ماري خطابات حنونة من أختها غير الشقيقة فاني جودوين في ٢٦ سبتمبر و ٣ أكتوبر. ولدت فاني Fanny في فرنسا سنة ١٧٩٤ وكانت هي الابنة الطبيعية (ابنة زنا) من القبطان إملاي Imlay وماري ولستونكرافت Wollstonecraft، وتبناها جودوين عند زواجه من أمها ورغم شفقته عليها فإنها لم تكن سعيدة بحياتها مع زوجته الثانية السيدة كليرمونت. وعكست خطاباتها روحاً لطيفة تتحمل التعاسة بشجاعة ولا تلوم أحدا وتتوق للسرور بقلب مخلوع.

وكانت ماري محبة لها لكن بعد أن غادرت ماري وكلير مع شيلي، لم يعد لفاني سند يواسيها لظروف حياتها مع زوجة أبيها، وعندما عاد العاشقان الهاربان إلى إنجلترا لم تساعدهما ظروفهما المالية على استقبال فاني لتعيش معهما. وفي ١٢ سبتمبر حمل شيلي لماري وكلير أخبارا مفادها أن فاني كانت قد ذهبت إلى سوانسي Swansea واعتزلت في غرفتها بالفندق وقتلت نفسها بالأفيون.

ولم ترحم الأحوال شيلي إلا قليلا. فعند عودته إلى إنجلترا جرى معه تحقيق بشأن زوجته التي كان لا يزال مرتبطا بها من الناحية الرسمية. لقد علم أنها كانت تعيش مع أبيها وكانت تتلقى بانتظام مائتي جنيه سنويا. وفي نوفمبر سعى إلى زيارتها فعلم باختفائها، وفي ١٢ ديسمبر ١٨١٦ كتبت جريدة التايمز Times تقريرا عن انتشال جثتها منذ يومين