للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيت مع أمثال هؤلاء السمار المعربدين حتى العاشرة مساءً، وكانت تعد يومها ساعة متأخرة تأخيراً منكراً.

وعين فولتير ملحقاً للسفير الفرنسي بلاهاي (١٧١٣)، ربما بناءً على طلب الأب. ويعرف العالم كله كيف وقع الفتى البالغ الحساسية في غرام أوليمب دنواييه، وكيف لاحقها بأشعاره، وقطع لها العهد بعبادتها إلى الأبد. كتب لها يقول: "لم يوجد حب يعدل حبي، لأنه لم يوجد إنسان أجدر بالحب منك (٨) ". وأبلغ السفير آرويه الأب بأن فرانسوا لم يخلق للدبلوماسية. فاستدعى ولده إلى وطنه، وحرمه من ميراثه، وهدد بنفيه على مركب إلى جزر الهند الغربية. وكتب فرانسوا من باريس إلى "بامبيت" بأنه قاتل نفسه إن لم تبادر بالحضور إليه. وإذ كانت أعقل منه بسنتين اثنتين، وبجنس واحد، فقد ردت عليه بأن من الخير له أن يصالح أباه، ويصبح محامياً فالحاً. وصفح عنه أبوه شريطة أن يدخل مكتب محام ويقيم معه، فوافق. أما بامبيت فتزوجت كونتا. ويبدو أنها كانت آخر مغامرات فولتير الغرامية. لقد كان إنساناً مرهف الشعور كأي شاعر، كله أعصاب وحساسية، ولكنه لم يكن عارم الشهوة، وسوف يقع بعد ذلك في غرام مشهور، ولكنه لن يكون تجاذباً بين جسدين بقدر ما هو تآلف بين عقلين. لقد فاضت طاقته من خلال قلمه. كتب إلى المركيزة ديمور وهو لم يجاوز الخامسة والعشرين يقول "إن الصداقة أثمن ألف مرة من الحب. ويخيل إليَّ أنني لم أخلق قط للغرام. فأنني أجد في الحب شيئاً سخيفاً نوعاً ما .. وقد قررت أن أطلقه إلى الأبد (٩) ".

وفي أول سبتمبر ١٧١٥ مات لويس الرابع عشر، فتنفست أوربا البروتستنتية وفرنسا الكاثوليكية الصعداء. لقد كان موته خاتمة مُلك ونهاية عصر: مُلك اتصل اثنتين وسبعين سنة، وعصر-عصر القرن العظيم-بدأ بأمجاد الانتصارات الحربية، وبهاء الروائع الأدبية، وفخامة فن الباروك، وانتهى بانحلال الفنون والآداب، وإرهاق الشعب وإفقاره، وهزيمة فرنسا وإذلالها. وتطلع الجميع في أمل وشك إلى الحكومة التي ستخلف الملك المهيب الذي راح غير مبكى عليه.

[٢ - الصراع على الوصاية]

١٧١٥

كان هناك ملك جديد، هو لويس الخامس عشر، ابن حفيد