للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التفتيش فيها. وكتب إلى أحد الأخوة "عش سعيداً واقض على الرجس" وأكد أنهم سيقضون عليه (٨٧). ألم يكن إلى جانب ملك وإمبراطورة وعشيقة ملكية. وكثير من الشخصيات اللامعة؟ أنه تملق الحاشية وتودد إليها علناً أو سراً بمهاجمة برلمان باريس، ونعم بعطب مدام دي بمبادور ومدام دي باري فيما بعد، بل إنه كان يأمل في إغضاء لويس الخامس عشر عنه. وكتب إلى دالمبير في ١٧٧ "فلنيارك هذه الثورة السعيدة التي نشأت في عقول كل المخلصين والأمناء من الرجال في الخمسة عشر أو العشرين عاماً الأخيرة، فإنها فاقت كل ما كنت أؤمل فيه) (٨٨) ألم يتنبأ بها؟ ألم يكتب إلى هلفشيوس في ١٧٦٠ (إن هذا القرن بدأ يشهد انتصار العقل) (٨٩).

[٧ - الدين والعقل]

إن فولتير لم يكن من السذاجة بحيث يتصور أن الدين اخترعه القساوسة والكهان، بل على النقيض من ذلك كتب في القاموس الفسفي: (إن فكرة الإله مستمدة من الشعور، وذاك المنطق الطبيعي الذي يتكشف بتقدم العمر، حتى في أغلظ البشر قلباً. وشوهدت أكثر آثار الطبيعة ادهاشاً-وفرة المحصول والجدب والأمحال والجو المعتدل والعواصف، المزايا والبلايا-كما كان الإحساس بيد سيد خارق للطبيعة … إن الملوك القدامى استخدموا في زمانهم هذه الأفكار ليدعموا سلطانهم (٩٠). وأفردت كل جماعة إحدى القوى الخارقة لتكون إلهاً حارساً لها، وأضفت عليه حالة من التقديس وعبدته وقدمت له القوانين، على أمل أن يتولى حمايتها من سطو الجماعات الأخرى وآلهتها، وأوجدت هذه المعتقدات الكهنة، ولكن التفاسير والتأويلات والطقوس كانت من عمل الكهنة. وبمرور الزمن لعب الكهنة على الخوف الناس واستغلوه ليبسطو سلطانهم وقوتهم. واقترفوا كل ضروب الخداع واللؤم، حتى إلى حد إعدام (الهرطقين) وقتل جماعات بأسرها، والقضاء على الأمم تقريباً. وانتهى فولتير إلى القول: "لقد