الحمد لله على جزيل عطائه والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والرسل. وبعد فهذا هو الجزء الأول من المجلد الثالث من مجلدات قصة الحضارة، وقد سماه المؤلف قيصر والمسيح لأن هذا المجلد يبحث في حضارة روما وبداية الحضارة المسيحية حتى عام ٣٢٥ بعد الميلاد. وسيكون هذا الجزء الذي بين يدي القارئ واحدًا من أربعة أجزاء يكمل بها المجلد الثالث من هذه الموسوعة، ويشمل أولها قصة الحضارة الرومانية من أقدم العهود إلى مقتل يوليوس قيصر والحرب الأهلية التي أعقبت موته، ويقص الثاني قصة الحضارة الرومانية من ٣٠ ق. م إلى منتصف القرن الثاني بعده، ويشمل الثالث عهد الإمبراطورية إلى نهاية القرن الثاني، وينتهي هذا المجلد بالجزء الرابع، ويروي قصة الصراع بين المسيحية والوثنية من بدايتها إلى انتصار المسيحية في عهد قسطنطين. وقد كانت خطة المؤلف الأولى تهدف إلى أن تتم السلسلة في خمسة مجلدات كبرى لكنه حين أصدر هذا المجلد الثالث جعلها ستة ثم عاد في أواخر العام الماضي حين أصدر المجلد الخامس في عصر النهضة فزادها إلى سبعة لأنه خص النهضة بمجلد والإصلاح الديني بمجلد آخر. والحق أن عصر النهضة خليق بأن يفرد له مجلد خاص لأنه بداية العصر الحديث، وفيه استيقظ العقل البشري من سباته الطويل نبتت بذور الحضارة التي ازدهرت في هذه الأيام.