كان الملك ذواقة في الفن، وكذلك كان نبلاء بلاطه ونبيلاته، والمليونيرات الذين كانوا الآن يتحرقون شوقاً للهيمنة على الدولة. وكان حدثاً هاماً في لتاريخ الفرنسي أن تبدأ مصانع سيفر، التي أسستها مدام دبومبادرو من قبل، إنتاج الخزف الصيني القاسي العجينة عام ١٧٦٩؛ ومع أن الألمان في درسدن ومايسن قد فعلوا هذا قبل ستين عاماً، فأن منتجات سيفر سرعان ما كسبت سوقاً أوربية. ولم يرَ كبار الفنانين أمثال بوشيه، وكافييري، وباجو، وبيجال، وفالكونيه، وكلودين، ما يغض من قدرهم في رسم التصميمات لصيني سيفر. واستمر خزافو سيفر، وسان كلو، وشانتيي، وفانسين، في إنتاج القاشاني والصيني الطري العجينة في رسوم غاية في الإتقان.
وتضافرت مهارات الخزافين، وصناع المشغولات المعدنية والأثاث الخشبي وقطع النسيج المرسومة، لتجميل الحجرات الملكية وغرف النبلاء وأقطاب المال. وكانت الساعات الجدارية، كتلك التي صممها بوازو وصبها جرتيير بالبرونز (٤٠) إحدى حليات العصر المميز. وأبدع بيير جونتير وجاك كافييري في صناعة "الأورمولو" ومعناه الحرفي "الذهب المطحون"، وهو في حقيقته سبيكة أهم مكوناتها النحاس الأحمر والزنك، تنقش وترصع بالجواهر ويكفت بها الأثاث. وألف كبار صناع الأثاث نقابة قوية تعتز بنفسها، اشترط على أعضائها أن يختموا إنتاجهم بأسمائهم علامة على مسئوليتهم عنه. وكان خيرهم في فرنسا وافداً من ألمانيا: جال فرانسوا أوبن وتلميذه جان-هنري ريزنر، وسخر هذان مهارتهما في صنع مكتب فخم للملك لويس الخامس عشر (١٧٦٩)، وهو تحفة روكوكية معربدة من رسوم ونقوش وتطعيم وتذهيب دفع الملك ٦٣. ٠٠٠ ليرة ثمناً لها.