العمد في العصور المتأخرة. ومثل هذا يقال عن الإفراط في رسم الأزهار فوق التلافيف الأيونية لصنع التيجان المركبة من طرز مختلفة كما نشاهد ذلك في قوس تيتس. وكانت التلافيف تنتهي أحياناً بأشكال حيوانية أو آدمية توهم الرائي بأنها ميازيب على صورة حيوانات أو أناس على غرار ما صنع منها بعدئذ في العصور الوسطى. وكثيراً ما كان الرومان المسرفون يخلطون بين طرز مختلفة في البناء الواحد، كما نشاهد ذلك في ملهى مارسلس؛ يضاف إلى هذا أنه قد بلغ بهم الشح في بعض الأحيان حداً جعلهم يتركون العمد الجانبية ملتصقة بجسم الهيكل نفسه كما نشاهده في البيت المربع Maison Carr (e في نيمز Nimes. وظل الرومان يضيفون العمد إلى مبانيهم يزينوها بها ولو لم يعد لها عمل أصيل بعد أن سلبها تطور العقود ما كان لها من شأن قديم في استناد هذه المباني إليها-وبقيت هذه العادة قائمة إلى عصرنا الحاضر دون أن يعرف مصدرها الذي أخذت عنه.
[٢ - هياكل رومة]
لقد احتفظت رومة في جميع هياكلها إلا قلة ضئيلة منها بنظام الأروقة ذات العمد، المبسوطة عليها عوارض رئيسية تحمل السقف. وكان أغسطس متحفظاً في الفن شأنه في كل شيء سواه، ولذلك استمسكت جميع الأضرحة التي بنيت بأمر منه بالتقاليد الصحيحة القديمة. ثم أخذ الأباطرة من بعده يضاعفون عدد الهياكل التي يقيمونها لآلهتهم التي تنافسهم في السلطان والجاه، ويغشون فجورهم بستار من التقي المعماري، حتى ازدحمت التلال وسدت الشوارع بالمزارات المقرمدة المذهبة. وكان جوبتر بطبيعة الحال صاحب النصيب الأوفر منها، فكان من بين هياكله الكثيرة هيكل جوبتر المرعد، وهيكل جوبتر المثبت الذي ثبت