قواعد بوالو التقليدية الكلاسيكية قد عوقت الشعر الفرنسي أو أصابته بالشلل. وهنا خالف فولتير لينضم إلى روسو في أن الفن يجب أن يكون فوق كل شيء صوت الوجدان ونتاجه. لذلك رفع من شأن اللون على حين أن رينولدز في نفس العقد من السنن كان يطري التصميم. وسلم ديدرو بأن التصميم يعطي الكائنات شكلاً ولكن اللون يعطيها حياة (٧٩). ووجد جوته في هذا المقاتل أشياء كثيرة بدا له أنها خطأ، ولكنه ترجم نبذاً منها ووصفها لشيلر "بأنها عمل رائع، أنها تتحدث بشكل أنفع حتى للشاعر منه للرسام، ولو أنها للرسام كذلك مشعل قوي الضوء يهديه على الطريق"(٨٠).
[٧ - ديدرو والمسرح]
كتب ديدرو يقول "ترددت عندما كنت شاباً، بين السوربون (الكهنوت) والمسرح (٨١). وفي ١٧٧٤ كنت قد قضيت نحو ثلاثين عاماً أكتب الموسوعة على غير هوى مني، وكتبت روايتين أثنتين"(٨٣) وأولى إهتمامه اكبر لرواياته منه لقصصه. ولما كان معظم قصصه لم ينشر إلا بعد وفاته فقد كان لرواياته أثر أكبر على شهرته وعلى حياته، كما أنها شكلت ما يقرب من الثورة في تاريخ المسرح الفرنسي.
وكان ديدرو قد قرأ في شغف زائد قصص ريتشاردسن. وفي ١٧٦١ كتب مقالة "في مدح ريتشاردسن سما فيها إلى التغني بالثناء على الرجل الإنجليزي، لأنه ينفخ في القارئ من روحه وبغرس الفضائل، كما أنه أوتي الشجاعة ليصور حياة الطبقة الوسطى الجديرة بفن جاد وفوق هذا كان ديدرو قد تأثر برواية جورج للو Lillo " تاجر لندن"(١٧٣١) التي كانت قد أبرزت بنجاح عواطف طبقة رجال الأعمال وبلاياهم على المسرح الإنجليزي. وقال أن الرواية "من مستوى رفيع" حتى لوقورنت بسوفوكليس. لماذا لا تكون القلوب الكسيرة جديرة بمسرحية "مأساوية على الرغم من أنها ليست من ذوات الحسب والنسب؟ وعندما لجأ ديدرو إلى تأليف الروايات في الأسلوب الجاد نراه قد أزعج ورع التقاليد الفرنسية باستخدامه لروايته