كتاب قصة الحضارة

من روبرت بروس إلى جون نوكس - ٤ - جماعة أتباع يسوع المسيح - ج: 25 - ص: 214

به ماري من اضطهاد يجعل العقيدة الكالفينية ونظامها الأخلاقي إجباريين في سائر البلاد، ورفضت إنجلترا العمل بالنصيحة. وعاد نوكس في ذلك العام إلى إسكوتلندة ليشرف على إيديولوجية ثورتها.

[٤ - جماعة أتباع يسوع المسيح]

١٥٥٧ - ١٥٦٠

لقد امتزجت دعواته للإسكوتلنديين إلى الإطاحة بنير الخضوع لروما بتعاليم المصلحين الدينيين الآخرين وتدفق البروتستانت من إنجلترا وتسلل الأناجيل والنشرات من إنجلترا إلى القارة الأوربية، وتعطش النبلاء الإسكوتلنديين للأرض وإبعادهم الموغر للصدور على يد الفرنسيين الذين يضعون المساحيق على وجوههم من رجال الحاشية، فعملت على رفع درجة حرارة الثورة إلى نقطة الانفجار. واحتمل سكان أدنبرة، الكاثوليك المتمسكون بعقيدتهم عام ١٥٤٣ بطريق مباشر وباستياء شديد تدفق الغاليين المتغطرسين أثناء وصاية ماري أمير اللورين على العرش. وحدث كل شيء يحيل حياة الدخلاء بؤساً وشقاء. واشتد الإحساس بالذات في كلا الجانبين، ولما كان رجال الأكليروس قد أيدوا الفرنسيين فإن روح القومية رددت نعمات عالية مناهضة للكاثوليكية وسارت مواكب دينية - حملت فيها تماثيل للعذراء والقديسين عبدت فيما يبدو، وعرضت مخلفات وقبلت باحترام - فأثارت المزيد من السخرية والشك.

وفي سبتمبر عام ١٥٥٧ استولت جماعة من المتشككين المتحمسين على تمثال لسانت جيلس في "الكنيسة الأم" التي تحمل هذا الاسم في أدنبرة وغمروها في بركة، وأحرقوها فيما بعد حتى تحولت إلى رماد. ويروي نوكس أن هجمات مماثلة استهدفت تحطيم الأصنام حدثت في كل أرجاء البلاد.

وفي الثالث من ديسمبر عام ١٥٥٧ اجتمعت في أدنبرة (التي كانت قد أصبحت عاصمة للبلاد عام ١٥٤٢) "عصبة مشتركة" من النبلاء المناهضين