"سيد- سيدة هيامي وهواي" وتنتهي بتورية تصور الحب الجنسي. والقصيدة ١٢٨ (والظاهر أنها موجهة "للفتى الوسيم" الوارد ذكره في القصيدة ١٢٦) تتحدث عن نشوة العشق والغرام. وكان بعض الشعراء في عصر إليزابث أدباء لوطيين قادرين على تهيئة أنفسهم للحب الطروب المبهج، لأي رجل من ذوي اليسار.
إن أهمية قصائد السونيت لا تكمن في قصصها بل في جمالها. فكثير (مثل القصائد التي تحمل أرقام ٢٩، ٣٠، ٣٣، ٣٥، ٦٤، ٦٦، ٧١، ٩٧، ١٠٦، ١١٧) زاخرة بسطور يتجلى فيها عمق التفكير وحرارة الأحاسيس وروعة التصوير وجزالة العبارة، مما جعل صداها يرن لعدة قرون عبر العالم الذي يتحدث باللغة الإنجليزية.
[٣ - تفوق الشاعر]
١٥٩٥ - ١٦٠٨
ولكن نظم السونيت وما تطلبه من صنعة وفرضه من قيود، قصقص أجنحة الخيال، ولا بد أن شكسبير ابتهج بما هيأ له الشعر المرسل من حرية واسعة، حين أطلق لنفسه العنان، وهو بعد يافع متحمس، في إحدى قصائد الحب العظيمة الباقية على مر الزمان، لقد جاءت قصة "روميو وجوليت إلى إنجلترا من قصص مازوتشيو وباندللو. وأعاد آرثر بروك صياغتها (١٥٦٢) في شعر قصصي، ونقلاً عن بروك، وربما عن رواية أخرى أسبق في نفس الموضوع، أخرج شكسبير للمسرح روايته "روميو وجوليت" حوالي ١٥٩٥. وأسلوبها محشو بأخيلة وأوهام ربما علقت بقلمه من نظم قصائد السونيت، فجاءت المجازات جافة شاذة، ورسمت شخصية روميو بشكل ضعيف إلى جانب مركوشيو المنفعل المهتاج. زحل العقدة عبارة عن سلسلة متصلة من السخافات. ولكن من ذا الذي يذكر الشباب، أو يرسب في أعماقه حلم، يستطيع أن يستمع إلى هذه الموسيقى العاطفية الرومانسية الحلوة، دون أن ينبذ كل معايير الثقة والتصديق، وينهض لاهثاً أو حابساً أنفاسه نحو الشاعر وهو يشق طريقه إلى هذا العالم بما فيه من غيرة جامحة وقلق مرتجف، وفناء حزين؟